الثعبان حارساً! - أحمد علي سليمان

سَلوا الصل عن طفل رآه فذابا
فناداه ، والصل الأمينُ أجابا

فنام وأضحى الصل في التو حارساً
ليدفع أخطاراً تجر مُصابا

وقد ساقه المولى غِياثاً ونجدة
يصُد عن الطفل العِدا والذئابا

وربي لَهذي – للأناسي - آية
تأملُها خيرٌ صوىً وثوابا

لأنا نعيش اليوم تيهاً وفتنة
وأمست قرانا - في الحقيقة - غابا

ويأكل بعض الناس بعضاً على الملا
فهل أصبحتْ أرواحُ قومي ذبابا؟

وأعراضنا هانت علينا ، فأرخِصَتْ
وأجيالنا تنعي الصبا والشبابا

وأطفالنا في كل صُقع تشردوا
ودَوْر الكرام الصِّيد ولى وذابا

وأحوالنا يُرثى لها ، بعد عزةٍ
ذللنا ، وجُرّعنا الأسى والترابا

هُزمنا فما تُبنا ، وزالت رياحُنا
وغبنا - عن الوعي السليم - غيابا

ولم نكترث بالكيد يغزو ديارنا
وذاقت ضحايانا الدمار عِقابا

لهذا أقول: الصل أصفى سجية
وأندى عطاءً ، بل وأزكى إهابا

فلم يفترسْ قط الفتى رغم جوعه
بل انتقد العِقبان ، بل والكلابا

وديعته صِينتْ ، فما مسها الأذى
وإن واجه الصل الأمين الصعابا

خلالٌ لئامُ الناس أولى ببحثها
ليتبعوا كيلاَ يذوقوا العذابا

ومن ذا على الأخلاق شب مفضلاً
فحتماً عليه في الخلائق شابا

مكارم أخلاق الفتى في سلوكه
سبيلَ الهُدى إن عاش لا يتغابى

وتمضي سُويعاتُ الفتى رغم أنفه
وإن لكل عند ربي كتابا

فعارٌ عليه السوءُ يحشو كتابَه
ألا خسر الغرُ السفيهُ ، وخابا

© 2024 - موقع الشعر