الأعمال بالخواتيم 1 - ما أجمل التوبة الفورية - أحمد علي سليمان

دَمعُ الفؤاد قد احترقْ
والقلبُ سربله العرقْ

كم ذا أعاتبُ خاطري
يا نفسُ: ما لكِ والأرق؟

والمَوجُ عالٍ ، صدّقي
يهتاج في بحر المَلَق

عذَّبتِني ، وطرحتنِي
خلف الأماني أحترق

يا نفسُ منكِ توجُّعي
والشوقُ في البَلوى غَرِق

كم ذا سألتُكِ باكياً
عن ثوبكِ البالي الخَلِق

عن كربنا ، وشَكاتنا
والحزنُ يجتاحُ الشَفَق

عن أمنياتِ حياتنا
وحنان ليلٍ يَندَفِقْ

عن كل فرْح عِشتُهُ
ثم انقضى خلف الرَّمَق

عن أصدقاء دروبنا
وتقلُبِ بَين الفِرَق

وثقافةٍ هزليَّةٍ
وتشتُتٍ عبر الطُرق

وفراق سُنَّة أحمدٍ
والبُعد عن رب الفَلَق

وسماع حفلة مطربٍ
عن ظلَّه لا يَفتَرِق

وضياعِ فذٍ جهبذٍ
في التيه شردَّه الغَرق

عجباً له ، ولفعلِهِ
بثَرى الأديم قد التَصَق

في عقله زُرع الهوى
والزور في القلب انبَثَق

ثمَّ الهداية أدركتْ
روحاً أسيراً يَختَنِق

فجرى بدرب ضيائها
ورمى الهشيمَ المُحتَرِق

وأحبِّ كل مُجدّدٍ
يهدي الورى ، يا ذا العَبِق

واحمَدْ إلهكَ مَن هَدى
بعضَ الأنام كما رزق

© 2024 - موقع الشعر