الأشقاء الأعداء! - أحمد علي سليمان

أيها الأوباشُ ، عزّ الطلبُ
ومِن الدعوى يفوحُ الكذبُ

حصحصَ الحق ، فلا تعتذروا
ما عليكم - في التدني - عَتب

خيبة حلتْ على أكبركم
والأشقاءُ الخزايا سَبب

حسرة في القلب تكوي غده
وبلاءٌ - مِن عل - ينسكب

وشقاءٌ يغمرُ النفس جوىً
ومُصابٌ شبّ فيه التبب

ودموعٌ تُغرق العين أسىً
وعذابٌ - في صداهُ - اللهب

وجراحٌ نزفها مُنفعلٌ
وإباءٌ في الدجى ينتحب

وشموخ هان يا أوبئة
وعلى الباغي اللظى ينقلب

وعلوٌ - في الورى - بدّدَهُ
كيد مَن - بالموبقات - اختضبوا

وكراماتٌ ثوى سُؤدَدُها
وانزوى - خلف السراب - النسب

لا تقولوا: ذا شقيقٌ أبداً
إنكم لم تفعلوا ما يجب

لا تقولوا: ذا أخونا ، فأنا
لستُ للصرعى - إذن - أنتسب

لا تقولوا: إنني أكبرُكم
بيننا ضاعت - تروْن - النِسب

لا تقولوا: ذاك منا ، فأنا
كلَ نذل منكمُ أجتنب

لا تقولوا: دمُه مِن دمنا
فدمي عن دمكم مُغترب

اصدقوا الناسَ ، ولا تخترعوا
منكمُ الصدقُ غدا ينتحب

لم تراعوا حُرمة شرّعها
ربنا المولى ، فلا تضطربوا

أنتمُ نارٌ بدربي اشتعلتْ
والأسى - مِن وهْجها - يلتهب

أيها الأوغادُ أنتم ألمى
ليتني من مَكركم احتجب

إنني قدمتُ خيري غرداً
عند لربي إنني أحتسب

فانتقلتم من ضنىً يقتلكم
وقلاكُم فقركُم والوَدَب

كنتمُ - في الناس - عِبئاً قذراً
واعتلتكم - في البرايا - الكُرب

ثم أصبحتم رُكاماً مَحِلاً
وقطيعاً - في الورى - يحترب

ليس عَوْدٌ - بيننا – يا همَجٌ
أنتمُ - في الناس - بئس العصب

إنني في غيركم مُبتهجٌ
وبكم قلبي مَهيضٌ لجب

أحمدُ الله على فرقتِنا
ثم - بعدَ اليوم – لا أكتئب

© 2024 - موقع الشعر