أقطاب القرآن العشرة! - أحمد علي سليمان

قلبي هفا للسادة العشرةْ
مستعرضاً ما صاغه البَرَرة

والنفسُ تستقصي مناقبَهم
إذ إنها للصّيد مُفتقرة

والروحُ دوماً تستضئُ بهم
وتبيتُ بالأفذاذ مُفتخرة

قومٌ لوحي الله قد نذروا
أعمارهم في زمرة السفرة

واستعذبوا القرآن يمنحُهم
أرجى الهنا مِن آيهِ العَطِرة

هم علّموا الأجيال ما درسوا
ونفوسُهم في الدرس مصطبرة

لم يبخلوا يوماً بعارفةٍ
فجهودُهم في الناس مشتهرة

هم ناولوا التنزيل مَن رغبوا
وقلوبهم للأجر منتظرة

أجر المليك البر خالقهم
ووجوههم بالخير مبتشرة

كم أتحفوا بالذكر عِيشتهم
ودموعُهم في الليل منهمرة

كم أخلصوا لله ما بذلوا
والهامُ مِن فرط العطا نضرة

كم ناصحوا في الله دون هوىً
كم جادلوا مِن طغمة أشرة

كم صحّحوا الأخطاء صارخة
صيغتْ بأيدي الجوقة الغدَرة

كم حاربوا في الدار مِن بدع
حتى غدت في التو مُنحدرة

كم حبّروا القرآن في ملأ
بتلاوةٍ بالنور مُزدهرة

كم أصّلوا لقواعدٍ عُرفتْ
ورموزها في السِفر مختصرة

وجميلهم لا شئ يعدله
وهباتهم في الوزن معتبرة

وقصيدتي دَيْنٌ أقدّمه
للسادة الرئبالة العشرة

أزجي لهم بعضَ الجميل بِلا
مَنٍّ ، وعينُ الشعر منكسرة

كم كنتُ أرجو شِعرَ مَلحمة
لكنْ ، وهل مِثلي له الخِيَرة؟

© 2024 - موقع الشعر