أخجلت تواضعي يا دكتور! - أحمد علي سليمان

أحرجتني ، يا ذا البيان السامي
ورفعت قدْري - في الورى - ومَقامي

وخصصتني بالمدح – منكَ - تواضعاً
بمقالةٍ تحوي رطيبَ كلام

وذكرت من إطرائك العذبَ الذي
ينسابُ في لطفٍ ، وفي استلهام

وأنا الذي لمّا أوفِ جَميلكم
يوماً عن الفصحى ، أو الإسلام

وبضاعتي في الشعر أعرفُ قدْرها
أنا لستُ - عن ضعف القريض - أحامي

لكنه شرفُ المحاولة الذي
يحدو فتىً يرنو إلى الأوهام

وتداعبُ الأحلامُ عَزمته التي
حَرمته - عبر الليل - بعض نِيام

فلعل حُلماً يستحيلُ حقيقة
تجتاله مِن عالم الأحلام

ولعل شعراً يحتفي بشُويعر
كم صاغ - ما في القلب – بالمِرسام

ولعل أهل الشعر يفطنُ بعضُهم
لمُراده إذ رام خيرَ مَرام

ولعل جيلاً يستسيغ عِتابه
ويُعيرُ آذاناً لخير مَلام

وأراك يا (عدنان) ترفعُ هامتي
بيدين حانيتين بين الهام

وتخصّني بالمَكرُمات تواضعاً
وتزيدُ في الترحيب والإنعام

وتكيل - من ألفاظ جودك - باذلاً
تشجيعَ فذٍ فاضل مِقدام

وتُذيبُ آلافَ الفوارق بيننا
شتان بين الشِبل والضِرغام

بأبوةٍ سمحاءَ تختصرُ المدى
لا فرقَ بينك والداً وغلام

إنا التقينا في جراح دِيارنا
تلك التي عانت عتيّ فِصام

إذ بَدلتْ شرعَ المهيمن جُملة
وتنكرتْ للدين والأحكام

واستسلمتْ للغرب تلهث خلفه
ونأت عن الإيمان والإسلام

وعلى الديار تداعتِ الأممُ التي
قد أسرفتْ في الكيد والإجرام

تجتاحُ بيضة أمةٍ منكوبة
وتبيد كل فضيلةٍ ودِعام

وتشيع كل رذيلةٍ تُردي الحِمى
وتُعيدُ جيل عِبادة الأصنام

وتُذيق أهل الدار ألوانَ الخنا
والدعرَ بالإغراء والإرغام

وقد انبرى (عدنانُ) ينصحُ مَن غوَوْا
ويقومُ - بالتنظير - خيرَ قيام

بمحاضراتٍ - في الخلائق - أشرقت
تصفُ الهُدى ، وتمُجّ كل قتام

وقصائدٍ طابت ، وطاب أريجُها
موسومةِ الأهدافِ والآضام

مَلأتْ بحبّ الخير أسماعَ الورى
وتناولتْ بالنقد بعضَ فِئام

وتنسّم القراءُ أعذبَ ما حوتْ
مِن عاطر الأفكار والأنسام

وأنا اتخذتك قدوة في عالمٍ
يُلقِي - على الشعراء - لفحَ ضِرام

وأعرتك الشعرَ الذي حرّرته
برويّةٍ وتناسق وتسامي

لتدلني وتُقيلَ عثرة حائر
لاك الجَوى مِن شِدة الآلام

وقرأتَ ما صاغت يميني مُكْبِراً
وسواك صاغ مُجلدَ استذمام

ونصحتني صدقاً بدون تكلفٍ
ونقدتَ نقداً بالغ الإكرام

وغمرت - بالتشجيع - قلبَ شويعر
وهديته لقواعدٍ ونظام

حتى يكون الشعرُ أقوى حُجة
فحذقته بتعاقب الأعوام

والفضل للرحمن ، ثم لشخصكم
يا ذا الفصاحة والبيان السامي

واليومَ تُخجلُ - بالثناء - تواضعي
بعبارةٍ تحتز حَزّ حُسام

جُوزيت خيراً أن مَدحت قصيدتي
وعليك يا (عدنان) خيرُ سلامي

وصلاة ربي والسلام على الذي
هو رحمة الديّان للآنام

وعلى مَن اتبعَ النبي مُوحّداً
هذا الدعاءُ العذب خيرُ خِتامي

© 2024 - موقع الشعر