اختلاف - فريقان اختلفا في تقييم أحد الناس - أحمد علي سليمان

فريقان: هذا يَكيل الأذي
وهذا يُمَجِّد ذا الجهبذا

فقومٌ يَلوكون أهواءَهم
ويُلقون أقوالهم هكذا

وقومٌ أهازيجُهم اصبحتْ
كمثل الورود تذرّ الشذى

وبينهما الاختلافُ استمى
وكلٌّ غدا مثلاً يُحتذى

تولى فريقٌ ، فلم يمتثلْ
نداءَ المعالي ، لذا قد هذى

وأمسى يُقيِّم مستهجناً
عطاءَ الكريم ، فكال الأذى

وسعَّر نار التشفي ضحىً
ولمَّا يدَعْ للنجا منفذا

وساق المآخذ يلغو بها
وعدّدها مأخذاً مأخذا

وشاد فريقٌ بأفكاره
فكان لعِرض الفتى مُنقذا

فأحسن ظناً ، ولم يرتجلْ
وأخرج مِن مُقلتيه القذى

وبَرّأه مِن تجني الورى
ودافع عنه ، فيا حبذا

ولم يفترض مثلما صرّحوا
فما قال: لو – يا فتى - أو إذا

ولكنْ تسامى بأخلاقه
فهذا - بتقوى المليك - اغتذى

فكان اختلافاً غريبَ الصُّوى
فلم يكُ مثل كذا أو كذا

© 2024 - موقع الشعر