الغربة بين الأمس واليوم! - أحمد علي سليمان

صبّر النفسَ ، وأحْي الأملا
أنت - في التصبير - كنت المَثلا

واسمُ للعَليا ، وكنْ معتصماً
ليس خطبُ البُعد أمراً جللا

كسْرُ دنياكَ ، ولا كسْر الهُدى
إن كسْر الدين يُردي الرجلا

غربة اليوم قديماً ولدتْ
أوشكتْ يا صاح أن ترتحلا

سيَخط الموتُ فوراً حتفها
ثم لا تلقى لنفي ثِقلا

لم تكن تعرفُ مِن ديوانها
غير ظل يستثير البطلا

انظر الشيبَ غزا الرأس ، وقلْ:
أيها القلبُ كفانا زللا

ضجعة القبر ستبلو أمرنا
ولذا أحسنْ ، هُديتَ ، العملا

نحن أغرابٌ على الأرض ، فلا
تُكْثِر الشكوى ، وتُزجِي الجدلا

فإذا لم نكُ أغراباً ، فقلْ
عابرون سنجوز السبلا

أيها المغرور بالدنيا ، أفقْ
ثم لا تحتلْ عليها الحِيلا

راحلٌ أنت ، وإن طال المدى
وبها الإعجابُ أضحى خبَلا

خذ - من الدنيا - رصيداً نافعاً
عنه جُل الناس عمداً غفلا

واجعل الجناتِ أسمى غايةٍ
فيٍ نعيم وارفٍ قد كمُلا

رب عوّضْنا ، وكنْ عوناً لنا
لا تخيّبْ سُؤلنا والأملا

© 2024 - موقع الشعر