تفعيلة (باب الذكريات) - أحمد بن محمد حنّان

وَتَدُقُّ بَابَ الذِّكْرَيَاتِ بِكُلِّ لَيْلٍ وَحْدَتِي،
فَتُجِيْبُهَا الأوْرَاقُ قَدْ جَفَّ القَلَمْ،
هَيَّا اذْهَبِي،
فَكَرِيْمُنَا لَمْ يُبْقِ شَيئًا فِي الدَّوَاةِ لِتَقْدُمِي،
إلا أَنَامِلَهُ مُقَصَّصَةً بِهَا،
مَاكَانَ ظَنَّهُ فِي الخَرِيفِ سَنَلْتَقِي،
ظَنَّ الشِّتَاءَ خُرَافَةً،
عَصَرَ السَّمَاءَ لِزُرْقَتِي،
هَيَّا اِنْشُرِي مَاقُلْتُهُ،
هَيَّا أَبِينِي سَوْءَتِي،
مَاكَانَ يَسْتُرُنِي قَدَيمًا قَدْ شَتَا،
وَأَنَا تُرَاوِدُنِي المَدَافِئُ كَيْ أَشِي بِدَفَاتِرِي،
حَتَّى يُهَجِّرُنَا قِطَارُ دُخَانِهَا،
فَإلِى النَّهَايَةِ صَفْحَتِي،
 
هَيَّا اذْهَبِي،
فَعَزِيْزُنَا كَسَرَ الصِّوَاعَ بِمَا جَرَى،
كَيْدُ الدُّنَا،
والسَّبْعُ تَأكُلُ مِنْ حَدَائِقِنَا مَعًا
والبُّعْدُ فَجَّعَهُ لِيَصْمُتَ دُونَ حَرْفٍ
أَوُ بُكَا،
وَأَنَا سَأَنْتَظِرُ المَدَامِعَ كَيْ تَجُودَ بِغَيثِهَا،
 
هَيَّا اذْهَبِي،
لَنْ يَشْعَرَ المَفْجُوعُ أَنَّكِ وَحْدَةٌ،
وَبِأَنَّ أَطْلَالَ النَّوَافِذِ غُرْبَةٌ،
وَبِأَنَّ أَرْجَاءَ السَّقِيفَةِ فِي سُكُونٍ شَقَّقَتْهَا
الأسْئِلَةْ،
 
هَيَّا اذْهَبِي
لَا تَرْجِعِي إلا إذَا سَالَ الغَمَامْ،
وَاسْتَرْسَلَتْ لِلدَّمْعِ أَصْوَاتُ الحَمَامْ،
أَوْ خَاطَ صَاحِبُنَا أَنَامِلَهُ بِزُرْقَةِ أَسْطُرِي،
وَرَأَيتِ كَيفَ بِمَا حَرَقْتُ يَغُصُّ حَلْقُ المِدْخَنَةْ.
 
10/8/2022
© 2024 - موقع الشعر