قلبي في قفص الاتهام

لـ لطفي بن قاسم القالي، ، في الحكمه والنصح، 6، آخر تحديث

قلبي في قفص الاتهام - لطفي بن قاسم القالي

قلبي في قفص الاتهام
هو المتهم
وأنا القاضي
أقاضي فؤادي
بلا بذكر الامام
بسم الله
وزد الصلاة على النبي
ضعوا قلبي في قفص الاتهام
لتبدأ الجلسة
أنت المتهم يا قلبي
متهم بتضييع سنوات من عمري
متهم بخداعي بألوان قوس قزح
متهم بإشعال رأسي شيبا
متهم برسم خيال غطى واقعي
متهم بسرقة أحلامي
فما قولك يا قلبي
في كل المنسوب إليك
هل لديك محامي للدفاع عنك؟
هل لديك شهود لنفي التهم الموجهة إليك؟
قل يا قلبي؟
هل أنت بريء؟
أم مجرم؟
ارفع يدك اليمنى
وأقسم بالرحمان
أنك لن تكذب
وستقول الحق
بلا نفاق
ولا كذب
ولن ترمي بريئا بالبهتان
نظر قلبي لي
وقال
هات الشهود
ليشهدوا على صدق كلامي
قلت أطلب أول شهودك
قال أحضر القاضي
ليشهد على صدق كلامي
فأحضرت نفسي
لتشهد لقلبي
قال سيدي القاضي
أين مكاني؟
قلت في صدري
قال من أرسل صور الدنيا لي؟
حتى أغراني
قلت عيني
قال من فكر في حب العذراء؟
حتى أغواني
قلت عقلي
قال من استمتع بالشهوات؟
قلت ذاتي
قال من قال الدنيا لا تفنى؟
قلت قريني على يساري
قال من مشى إلى الفاحشة وهو يدري؟
قلت رجلي
قال من بطش بغير حق؟
وسرق باسم الحق
قلت يدي
قال من وقع في الحب؟
وأضاع السنوات في انتظار الوهم
وقال انتظر ستأتي
قلت أنت
قال ومن أنا؟
قلت أنا
فقال سيدي القاضي
أنت الشاهد
أنت القاضي
أنت المتهم
وأنا بريء من أفعالك
فأطلق أرجوك سراحي
وفك وثاقي
وأحكم بالعدل
والعدل أنك الجاني
فقال القاضي
نعم أنا الجاني
وأنت بريء يا قلبي من أعمالي
لكنك حبيس في قفص صدري
قال نعم يا سيدي القاضي
مع الأسف لا مفر منك
فصدرك سجني
وقدرك قدري
© 2024 - موقع الشعر