هنيدةٌ شاءت الرحيل بكل تعنُّدِ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 22، آخر تحديث

هنيدةٌ شاءت الرحيل بكل تعنُّدِ - عمر صميدع مزيد

هنيدةٌ شاءت الرحيل بكل تعنُّدِ
وبزورة اللقاء وبزفرةِ التنهُّدِ
 
ما كنتُ لأنكر هواكِ فتنكري
وما كنتُ جاحداً لذمَّةٍ فتجحدي
 
كم تواعدنا ألا ننقض الموثق
فأين ميثاقنا بعد ذاك الموعدِ
 
ونأيتي عني فدنا مني الشقاء
وبدأ البلاء وتمنَّعتِ كي تبعدي
 
فصُرِعتُ من النَّائبات وحدي
حتى فقدتُ فؤادي من يدي
 
فكان رقادي كالحمى ورقدتم
فكيف يأتيكم الرُّقاد الممدَّدِ
 
يا ليتني ما كنتُ يوم مولدي
لكن خالقي أراد شيئاً اثلدي
 
فحياة المرء لا تحلو إلا تزهُّداً
وباقي العمر ضائعٌ ومبددي
 
وينكد الزمان بنا ، وأنا الذي
اشكو الله من زماننا الأنكدِ
 
جفَّت أفئدة العباد وجفَّ نبتها
وجفَّ خيرها عند كل منجدِ
 
وأصبح نهارنا كالظَّلام الأسودِ
حتى رضيعنا ودَّ لو لم يولدِ
 
فما أوسع الأوطان لا منزلاً
والدواب ترعى دون تكبُّدِ
 
ندعوا الله عند الشدائد كلما
ضاقت النجدة عن المستنجدِ
 
ونمد إليه الأيادي خاضعين له
فأيادينا لن تملأ إذا لم تمدَّدِ
 
رحمتك ربِّ لتروي بها قلوبنا
وغيثك على جفائنا من الرَّمددِ
 
حتى تعيدنا إلى سالف عهدنا
والناس تُساق بين مُنشدٍ ومُغردِ
 
وصلِّ اللَّهُمَّ على شفيعنا الذي
كشف عن أمته ظلامها الأسودِ
 
( صلَّ الله عليه وسلم )
 
أبوفراس الصميدعي ✍🏻
16 يونيو 2022
© 2024 - موقع الشعر