قصص القصص - لطفي بن قاسم القالي

طيور النورس
تلمع أجنحتها بلعاب البحر
وصغارها تلمع أظافرها بأصدافه
وفي أعماق البحر أسرار تأبى الاندثار
على شاطئ البحر قنينة صدئة
في قلبها رسالة تائهة
تبحث عن عنوانها
في الرسالة ألف حكاية
وألف قصة ورواية
على منحدر الرصيف القاري
يقف قنفذ البحر على الأطلال
متذكرا أولى ذكرياته في الحب
لم يبقى الآن سوى الأطلال
في جوف البحر يعزف الحوت سمفونيته
مرددا ترانيم الحب
معلنا استعداده لمشاركة جيناته
على ظهر البحر صياد ينوي الغدر
يلقي تعويذة الحب على أمواج البحر
ليخدع الحوت
وبرمح الغدر أنهى أحلامه
في البر يقطن البشر
طائفة منهم تنشر الشر
وطائفة أخرى تنشد الخير
على الرصيف المقابل للبحر
تقطن فتاة كالورد
وسامتها تشرح الصدر
من خلالها نافذة غرفتها
تنظر إلى البحر
ليلمح وجها دلفين قفز عاليا
وزاد علوه عند رؤية البدر
فنزح مسلوب الإرادة
إلى شاطئ البحر
فقرر التخلي عن البحر
ليصير رجلا على البر
لعله يظفر بحضن القمر
لكنه لا يدري أن القمر ربما جمرة
تحرق ما ضحى به في رمشة عين
في الشارع المؤدي إلى الميناء
تجلس عجوز في آخر محطات العمر
سقط وهم كبريائها
تحكي للصغار حكاياتها مع الزمن
وتروي لهم بحرقة
والدموع تسيل
فقلد سمعت خبر موت رجل أحبها بجنون
وأخلص لحبها حتى مات
زارت العجوز القبر
ووضعت زهرة الاعتذار
وغادرت لتعود إلى القبر
في الميناء ربان يرفع المراسي
وينادي على المسافرين
قائلا بأعلى صوته
هلما أيها المغادرون
لقد حان وقت الرحيل
ودعوا أحبتكم وداعا بلا تأخير
وبدون أي تأخير
تغادر باخرته رصيف الميناء
نحو عرض البحر
ومن هناك نقلت عاصفة هوجاء أرواحهم
نحو السماء
© 2024 - موقع الشعر