يا ضمير الأحرار - صالح سعيدالزهراني

يا ضمير الأحرار .. أين الضميرُ
 
وبلادي مجازرٌ وقبورُ !
 
كيفَ يخفى » يا مجلس الأمن « جرحي
 
ودِمائي في الخافقين تمور !
 
كيف تنسى » يا مجلس الأمن « وضعي
 
ولديكم عن حالتي تقريرُ !
 
يا ضمير الأحرار .. ما جئت أشكو
 
كيف يشكو إلى القيود الأسير ؟
 
وإذا كانت المبادئ أسمى
 
فالعسير الذي ألاقي يسيرُ
 
ما خبا في دمي شعاع المعالي
 
في وريدي لا ينضب » التكبير «
 
واقف فوق سيفكم أتلظى
 
وقفتي رجفةٌ وهمسي سعيرُ
 
يا ضمير الأحرار .. ما عزّ قومٌ
 
من قراراتكم .. ولا انهل نورُ
 
مسرحياتك استبانت رؤاها
 
شاحبات ، يخونها التفكير
 
والغلاف الذي رسمت » صليبٌ «
 
والمضامين كلها » تنصيرُ «
 
يا ضمير الأحرار .. دهرك ظُلمٌ
 
ودهورُ الظلام يومٌ قصير
 
كُلّ يومٍ تمدّ كفّ حنونٍ
 
بالعطايا ، وأنت » كلب عقورُ «
 
في ربوع » الصومال « فرّقت أهلي
 
فأفاقوا .. ومجدهم زمهريرُ
 
ودخلت البلاد من ألف بابٍ
 
وأقيمت » معابد « وجسورُ
 
وعلى » القدس « راعفٌ من هواكم
 
شرقت منه بالمدامع » صورُ «
 
كلّ فجرٍ » جنازةٌ « ، ورصاصٌ
 
وعليها من عدلكم منشورُ
 
حدّثوني عن » غزةٍ « ، عن هواها
 
كيف ماتت فوق الغصون الطيورُ ؟
 
حدّثوني عن » برتقالة صيدا «
 
كيف شاخت أغصانها والجذورُ ؟
 
حدّثوني عن » وجه لبنان « لمّا
 
جف فيه الندى ، وجف العبيرُ
 
حدّثوني عن طفلةٍ ساءلتكم
 
عن أبيها ، أين احتواه المصيرُ ؟
 
الشهادات ، والقضاة لديكم
 
وضحايا الأسى » غيابٌ حضورُ «
 
كلّ دعوى لها لديك بيان
 
ودليل ، وشاهدٌ منك زُورُ
 
يُخنق الصوت في الحناجر ظلماً
 
وتظلّ القلوبُ فيها زفيرُ
 
يخسف البدر ، والنجوم تهادى
 
والليالي بالمذهلات تدورُ
 
أيها المسلمون هذا خطابي
 
عربيٌ ، ما فيه حرفٌ أجيرُ
 
فاقرأوا سحنتي ، وفحوى خطابي
 
وافهموا ما تغضّ عنه السطورُ
 
أنا قلبٌ متيّمٌ بهواكُم
 
أنا قلبٌ على أساكم غيورُ
 
أيها الصابرون ، طال التمادي
 
في خلافاتنا ، وطال المسيرُ
 
وإذا لم يكن على الصدر سيفٌ
 
فليكُن في الضلوع قلبٌ جسورُ
 
مجلس الأمن « لعبة أحكمتها
 
كف باغ ، بالموبقات خبيرُ
 
لكأني بكم » شياهٌ « بليلٍ
 
شتويٌ ، والليل ليلٌ مطيرُ
 
كيف يرضى الفتى ، وقد كان رأساً
 
أن تُطا أوجهٌ ، وتحنى ظُهورُ
 
كيف يغدو للخانعين مُطيعاً
 
وهو في ناظر الزمان » أميرُ «
 
نحن مليارُ لا قرارٌ جريءٌ
 
يصطفينا ، ولا بنانٌ يُشيرُ
 
نحن مليارُ عزّ فيه رشيدٌ
 
عزّ فيه للمجد سرج وكورُ
 
عزّ فينا .. وكيف والأمر فوضى
 
عزّ فينا وقتَ النداء النصيرُ
 
غير أنا » يا مجلس الأمن « فجرٌ
 
أحمدي ، وليس للفجر » سور «
 
يسقط المسرحُ الكئيب جهاراً
 
والمغني ، والمخرج المشهورُ
 
يسقط المبدأ الذي كان يأتي
 
يتسلى بزيفه » الجمهورُ «
 
صوتنا قادمٌ .. وصعبٌ عليكم
 
لو علمتم ... ما يحتوي التفسيرُ
© 2024 - موقع الشعر