الوجع

لـ لطفي بن قاسم القالي، ، في الرثاء، 5، آخر تحديث

الوجع - لطفي بن قاسم القالي

كنت حبيبة قلبه
ونور عينه
وزهرة روحه
ونسيم يومه
وصدق عشقه
وجمال وجدانه
ودلال دلاله
وكان لي الحبيب
والصديق
والرفيق
والفرج
وقت الضيق
والطبيب
والدواء
والشفاء
كم أحببت أبي
وكم دمعت عيناي
برحيله
فقدت نصفي المشرق
وفقدت ابتسامة الصباح
وجرعة الأمل
والسند الذي لا يخون
فقدت اليد الممدودة
والكلمة الحنونة
أخذت المنية أبي
وأخذت روحي معه
وكأني صرت جسدا فارغا
أو ربما زهرة
فقدت مزهريتها
وترابها
وماءها
ذبلت برحيله
وتغيرت حياتي
وما عدت كما كنت
وكأنني بدلت نفسي المرحة
بنفس أخرى تعيسة
أيعقل أن يغير رحيل الأحبة حياتنا
رأسا على عقب
أيعقل أن يترك رحيلهم
فراغا فينا
أيعقل أن يرحلوا عنا فجأة
بلا حزم حقائبهم
بلا ترك كلمة وداع
و رسالة اعتذار
أو كلمة مواساة
تخفف وقع الرحيل فينا
أيها الموت
أخذت أبي معك
وتركت أثر الموت فينا
كم أنت بارد أيها الموت
وكم ليالك باردة
وحالكة
وحزين هدوئها
ومخيف سكونها
وكئيبة أحلامها
وبطيئة أيامها
وكأن عقارب الزمن
تتوقف في ليالي الحزن
وكأن الظلام
يستمتع بليالي العزاء
وكأن التعاسة
ترقص في الجنائز
وكأن الضوء يستحي أن يشع
في ليالي الدموع
وكأن السعادة
سجنت في ليالي الوداع
وكأن البسمة
مزقت في ليالي الضياع
ونحن الذين تعلقت قلوبنا بالمغادرين
لم يبقى لنا من تراثهم
سوى الذكريات
ونثر الورود على القبور
وقراءة الفاتحة
والدعاء للموتى
ومسح الدموع
وإكمال الحياة
وكأننا لم نفقد
من كان بالأمس
على قيد الحياة
© 2024 - موقع الشعر