لغة الضاد

لـ مصطفى معروفي، ، في غير مصنف، 6، آخر تحديث

لغة الضاد - مصطفى معروفي

لغةَ الضاد يا لسانَ الخلودِ
يا سراجا أنار أرض الجدودِ

بك أوحى رب السماء كتابا
نوره قاهرٌ عِنادَ الجحودِ

معجزٌ في فصاحة و بيانٍ
و كلامٍ غُرِّ المعاني سديدِ

عربيٌّ لسانُه لا يضاهى
جلَّ في آيِه عن التقليد

لغة من عذوبة و جمال
ليس فيها ميل إلى التعقيد

فامْرؤ القيسِ من بنيها و أوْسٌ
و زهيرٌ يرافق اسمَ لَبِيدِ

ثم شوقي و حافظٌ و البياتي
ثم بدرُ السيَّابُ ذو التجديدِ

هؤلاء القوم الذين سقونا
خمرةَ الضادِ في كؤوس القصيدِ

لغةٌ لم تفتأ بحقل المعاني
تتباهى بمفرداتٍ وُرود

ما بها من فجاجةٍ، من قَراها
تاهَ عشقا في حسنها المشهود

لم تزل تمشي حيةً كلَّ يوم
لم تعقْها يوماً وحولُ الجمودِ

ليقِ اللهُ ضادَنا كلَّ سوء
جاعِلا نجمَ سعدها في صعود

و اجتباها حتى تكون محجا
لقريبٍ يؤمُّها و بعيدِ

و بنى أهلُها لها قصْرَ عزٍ
لا يدانى بأي قصرٍ مَشيدِ

و لْتَدمْ ما شدَا هزارٌ بأيْكٍ
و دعا داعٍ ربّهُ في سجودِ

© 2024 - موقع الشعر