مضحكة هذه الفانية - لطفي القسمي

مضحة هذه الحياة
قلت لنفسي كم هي مضحكة
من العدم وجدنا
لنعيش الدنيا
أمام اختيارين وضعنا
خير وشر خيرنا
والاختيار يحدد المصير
إما نعيم
أو عذاب مقيم
مضحكة هذه الدنيا
وضعنا فيها لنفرح مرة
ولنعاني أكثر من مرة
فنصبر حتى تفرج
وعندما تفرج ننسى ونمرح
فيعاودنا القرح
فنتضرع لله ونركع
وعندما تفرج
نعاود حياة الهرج
مضحكة هذه الفانية
البارحة كنا أطفالا
قلوبنا لاهية
في أعيننا الدنيا واهية
والحلم كان نومة دافئة
واليوم شب شعر لحانا
واحمر وجهنا
وجفت قلوبنا
وزال حلمنا
واشتد سعينا
وزاد ركضنا
وتعلقنا بالدنيا الفانية
وغفلنا عن النهاية
ولم نحسب حساب الخاتمة
حتى جاءتنا الضربة القاضية
مضحكة هذه العاجلة
حياتنا صاخبة
قلوبنا وجلة
خائفة الغد مرتقبة
تعلقنا بالعاجلة
وسهونا عن الآخرة
كم هذه الخادعة مضحة
البارحة كنا نطفة تائهة
تعلقت ببويضة ناضجة
فخرجنا بعيون باكية
لنرضع من النهود الشافية
فكبرنا ونضجنا كأشجار الصنوبر الشامخة
لنعيد نحن نفس الحكاية السالفة
واضعين عصافير باكية
لتمر بنفس المسرحية الواضحة
مضحكة هذه الدنيا
خلقنا من العدم
ليكون لنا كيان
ووجود في الوجود
سرعان ما يوهمنا الأمل بالخلود
فنجد أنفسنا في القبر مقبرين
وكأن وجودنا لم يكن سوى حلم
وكأن حياتنا كانت وهم
وكأننا لم نكن سوى سراب في صحراء فلسطين
فهل نحن متعظين
أم نستمر مبحرين
على متن سفينة الغافلين
حتى يوم الدين
© 2024 - موقع الشعر