أميرة... هذه الوزيرة - فريد مرازقة القيسي

لَها عَينُ حَسْنَاءٍ وَثَغْرُ أَمِيرَةِ
يَهُزُّ عُبَابَ البَحْرِ مِنْ فَرْطِ حِيرَةِ
 
أَرَاهَا عَلَى عَرْشِ الجَمَالِ تَرَبَّعَتْ
وَ إنِّي بِلَا حَوْلٍ كَرَمْلِ جَزِيرَةِ
 
يُحيطُ بِهِ بَحْرُ الهَوَى رَغْمَ حُسْنِهِ
فَصَارَ يُعَادِي المَوْجَ مِنْ بعدِ غِيرَةِ
 
فَقُولوا لَهَا (يَهْوَاكِ) وَالقَلْبُ لَمْ يَعُدْ
يُطِيقُ أَقَاوِيلَ القَصِيدِ الغَزِيرَةِ
 
لَهَا لَحْظُ عَيْنٍ كَالسِّهَامِ رُمُوشُهُ
وَ إِنْ نَظَرَتْ يَرْكَعْ هِزَبْرُ عَشِيرَةِ
 
فَإنِّي لَهَا رَغْمَ الحَيَاءِ مُغَازِلٌ
وَأدْرِي بِأَنْ لَا جُرْمَ فِي وَصفِ صُورَةِ
 
تُذِيبُ جِبَالَ الصَّخْرِ حُسْنًا وَ إنْ بَدَتْ
يَقُلْ بَحْرُ هَذَا الشِّعْرِ : أنتِ صَغِيرَتِي
 
أَلَا إنَّ فِي الحُسْنِ القَصَائِدُ نُظِّمَتْ
فَلَا لَوْمَ إنْ فِي الشِّعْرِ خُنْتُ سَرِيرَتِي
 
يَلُومُونَنِي وَاللَّوْمُ يُحْرِقُ أَحْرُفًا
تُرَاقِصُ عَبْراتِ الرَّزَايَا الكَثِيرَةِ
 
تُغَازِلُ مَا يَهْوَاهُ قَلْبُ أَمِيرَةٍ
يَدُقُّ عَلَى وقعِ الثَّوَانِي الأَخيرَةِ
 
أَنَا وَالهَوَى صِرْنَا بَمَنْفًى عَنِ الأسَى
وَ لَكِنَّهُ يَهْوَى دِيَارِي وَجِيرَتِي
 
وَ لَسْتُ إذَا حَلَّ الأَسَى دُونَ دَعْوَةٍ
أُعَاتِبُ أوْ أَنْسَى جَمَالَ أمِيرَتِي
 
أَنا الشِّعرُ يهْوَانِي وَيهوَى قصائِدِي
وَأُبصِرُ أبْيَاتي بِعَينِ بَصِيرَةِ
 
أُغازِلُ عَيْنَيْ مَنْ تَرَى النَّجْمَ ساطِعًا
تُحِبُّ هِلَالًا فِي بلادٍ قَدِيرَةِ
 
سيَعجَبُ للشِّعرِ الَّذِي قُلْتُهُ الَّذِي
يَرَى الشِّعْرَ مَكْتُوبًا بِحَرفِ نَثِيرَةِ
 
وَيفهَمُهُ مَنْ كانَ فحلَ قصائدٍ
يُحلِّلُ أبيَاتي بعيْنٍ خبيرَةِ
 
أَلَا إنَّ مَنْ عاشَ الأَسَى بِقَرِيضِهِ
وَيحْيَا عَلَى وَقعِ الظُرُوفِ المَرِيرَةٍ
 
سَيَكْتُبُ أَشْعَارًا وَشَوْقٌ بِصَدْرِهِ
لِأَمجادِ أيَّامِ القصيدِ الكبيرَةِ
 
سَيَبْقَى يَرَى حُسْنَ العُيُونِ بِشِعْرِهِ
وَتسْكُنُهُ الأوهامُ حينَ الظَّهيرَةِ
 
لَيكْتُبَ بِالأسْحارِ شِعرًا مُغَازِلًا
رُموزَ بِلَادٍ فِي حُرُوفٍ يَسِيرَةِ
 
وَتبقَى تَرَى كلُّ الخلائقِ شِعْرَهُ
جَرِيمَةَ إرهاقٍ لِحُسْنِ الوَزِيرَةِ
 
فريد مرازقة
© 2024 - موقع الشعر