لا أملك الا أحرف عشق - محفوظ فرج

لا أملكُ إلا أحرف عشقٍ
————————-
 
ماذا يُمكِنُني
أنْ أهَبَ لقلبِكِ
إِمّا أوْعَزَ لِلسّحرِ الكامِنِ في عينيكِ
ليهدينيَ بسمةَ حبٍّ
لا أملكُ إلا أحرفَ عشقٍ أبعَثُها مرسالاً
فيها ينبضُ قلبي
وتعالجُ روحي - شوقاً للقائِك -
في أعماقِ حروفِ الحَلقِ
وعلى الرغمِ من انَّكِ قد أمْعَنْتِ
النَظرَ من حولي
بعدَ تضوّعَ أنفاسِ الياسمين
حالَ وصولِ بطاقةِ حُبٍّ منكِ
لم يبقَ مكانٌ داستْ قدمي فيه
إلا وَتَهلَّلَ مفتوناً في إشراقةِ وجهِكِ
اخذتْ تَتَردّدُ
أدواتُ التشبيهِ لتلقى ما هو أجملُ
منكِ
لم يُنقِذْها تَشبيهُ توَرِّدِ خَدَّيكِ
بلونِ الوردِ الجوريِّ
ولا أنفاسِكِ حين تباغِتُ
مَنْ قُرْبِكِ
أزكى منها قِدّاحُ النارنجِ
ولا طولِك إنْ قلتُ كرُمحٍ فصَلابَته
ليس كما يَتَعَطَّفُ خِصرُكِ
ولا برقِ بياضٍ يلْمعُ في جيبِكِ
أحلى منه إذا ما فُتِّقَ نُوّارُ اللوزِ
على خضرةِ جبلِ شَحّات
الساقيةُ الرقراقةُ أوحتْ
لجذورِ الأشجارِ
تَسبِّحُ باسمِ الرحمن
وتباركُ لي مَقدَمَ قيثارة
منذُ زمانٍ نَزَحَتْ عنّا
فامْتَدَّ حنيني الجارفُ
يسألُ عنكِ
الغيمَ القادمَ من غربٍ في شحات
يلامسُ وجهيَ
وأنا مُتَّكِئٌ تحتَ صنوبرةٍ
قلتُ له :
حَدّثْني عَمّا تعرفُ من أخبارٍ
سارّة
هل مَرتْ بكَ بنتٌ في تجوالِك
فوقَ تخوم الأممٍ الأوربية
تلبسُ شالاً وَردِيَّاً والشّعرُ السارحُ
عَباءَتُها ؟
قال : نعم تلبسُ خاتمَ ذَهَبٍ
في فُصٍّ أخضرَ
في الكفِّ اليمنى
كانتْ تُمسِكُ بمَظلَّتِها في أوبسالا
تنوي العودةَ نحو (حَلَبٍ )
أسمَعُها تَتَحدَّثُ لصديقتِها :
جبتُ العالمَ لم ألْقَ أحبَّ إليَّ
من الحمدانية ، والفرقان
غادرتُ سريعاً وسرى شجنٌ
أخّاذٌ من وصفِ
حبيبةِ قلبك
كي ألقي وابلَ غيثي
فوقَ الشهباء
 
د. محفوظ فرج
 
١٥ / ٢ / ٢٠٢١م
٣ / رجب / ١٤٤٢ه
 
 
 
© 2024 - موقع الشعر