جرح وطن - امين الكحيلي ابو الياس

أواهُ ياربُ ما نلقى وما نجدُ
في دفتيهِ القلبُ والأحشاءُ تتقدُ

أواهُ والدُّنيا على الأحزانِ في كمدٍ
قد ضاقَ فينا تراباً صابراً جلدُ

متى نفيقُ ومِنْ أقصى ضَمَائرناْ
بَخساً يُباعُ ثرى أرضي بِمن جَحَدُ

كم ناحَ طيرٌ على ثكلى تنوحُ بِمنْ
أعيا الفؤادُ بِهم والقلبُ والكبدُ

وطني الحبيبُ وهل يُرضيكَ مَأتَمُنا
مُدَّت يدايَ وهلْ مِنْ حيلةٍ ويَدُ

ناديتُ أينَ صباحَ الحبُ يا وطني
وأينَ أمسي وقد يبكي المساءَ غدُ

أنتَ الجراح بنا والجرحُ غايتُه
قلبٌ يضيقُ وما مِنْ أمرهِ صددُ

طويتُ باسمكَ إسمي وانتمائي كما
نبضٌ بهِ القلبُ فيكَ الروحُ تتحدُ

يامن به الحزنُ يسعى كي يُشاطِرنا
نهرٌ مِنَ الدمعِ والمجرى بنا ..يردُ

ما أوحشَ الدهرُ والأيامُ معتركٌ
ألقتْ بنا في غَياهبِ ما لنا سَندُ

هل كانَ صبحاً أتانا قبلَ موعدهِ
أم إنه فجراً تظاهرَ أنهُ.. يلدُ

طيرٌ به الآهُ مثلي كانَ يسمعني
ما عادَ يسمعُ لي صوتاً ولا يفدُ

ثوبٌ مِنَ الصبرِ قد قُدَّت جَوانِبُهُ
أرى الأنامَ غُثاءٌ كونُهُم ..رقدوا

قد قُلتُ فيكَ رِثائي والهوى وطنٌ
يبكي به الحبُ لم يَصغي لهُ أحدُ

أشكو إلى اللهِ ما مرَّت بِنا كربٌ
ماذا جنى ذاكَ مَنْ للهِ ..يفتقدُ ؟

كلمات أمين الكحيلي
أبو إلياس

© 2024 - موقع الشعر