لا شيء لها يذكر - محفوظ فرج

لا شيءَ لها يذكر
——————
 
لا شيءَ لها يُذْكَرُ
رحلتْ وكأنْ لم تغرسْ
في قلبي حُبَّ دبابيسِ
السعفِ البصريِّ
إذا ما لذنا تحتَ ظلالِه
ولم تجمعْ لي في طيبتِها
ما أعجزَتْ الرِقَّةُ
في لوحاتِ التشكيليين
وإبداعِ الشعراء
ذوَّبني عمقُ عراقتِها
قالتْ : أنا مثلُكَ أعشقُ
تربةَ نهرِ الزاب
ونهرَ الوند
وسوقَ سراي الوالي
والبابَ الشرقي
قلتُ : الله الله
تلكَ لقافيتي خاتم (سليمان )
هي أحدى حًورياتِ سواحلِ دجلة
أتَنَشَّقُ مما تكتُبُهُ لي عبقاً
يبعثُني في بابِ السورِ صبياً
وحقيبةُ كتبي تحملُني كي
أتَخَطّى دَكَّةَ مدرسةِ الهادي
قالتْ يا أنتَ : تعال معي
قلتُ : إلى أين
أذهبُ فيكَ إلى غاباتِ السدرِ
المتشابكِ
بعيداً عن لغطِ الدنيا
نجمعُ أخطاءَ الماضي
نلقيها في عرضِ النهر
ونجمعُ ماءَ البَرَد
المتواترِ من أوراقِ الشجر
نُعَمِّدُ قلبينا فيه
من الأدران
ذهبتُ معها فاستسلمتُ
لسطوةِ عينيها
وشذاها المتسللِ في أعماقي
أذهلني فيضُ حنانٍ منها
وكأنّي أعرفُها منذُ زمانٍ
وحينَ أبحتُ لها ببراءةِ كلماتي
وبساطَتِها
رحلتْ وكأنْ لم تغرسُ
حُبَّ دبابيس السعف البصري
بقلبي
لا شيءَ لها يُذكر
© 2024 - موقع الشعر