مظاهر / فصيح - فريد مرازقة القيسي

مظاهر...
 
أَلَا يَا رَزَايَا الدَّهْرِ مَا عُدْتُ قَادِرَا
وَ مَا اسطَعْتُ أَنْ أَحيَا علَى الهَمِّ صَابِرَا
 
أُرَمِّمُنِي عَبْرَ العُصُورِ وَ لَيْتَنِي
عَلَى دَرْبِ مَنْ عاشُوا بِهَا كُنتُ عَابِرَا
 
أرَانِي علَى الجُدْرانِ كالظِّلِّ واقِفًا
وَ مِثلِي وَ لَوْ هَرْوَلْتُ مَا كانَ سَائِرَا
 
وَ إنْ وَاقِفًا عَدَّلْتُ جِسْمِي أمامَهُ
يَرَفْرِفْ بَعِيدًا فِي سكُونِيَ طَائِرَا
 
مَضَى العُمْرُ فِي رَدِّ الرَّزَايَا وَعَدِّهَا
فَمَا كَانَ هَذَا الرَّدُ خِلًّا وَنَاصِرَا
 
تَلَقّيتُ طَعْناتٍ فَمَا كُنتُ طَاعِنًا
وَ ترجمتُهَا حَرْفًا لِأغدُوَ شَاعِرَا
 
جمُوعُ الوَرَى -لا لَوْمَ- تحْسدُ مُقْلَتِي
علَى الدَّمْعِ إذْ ما كنتُ يَومًا مُجاهِرَا
 
فيحسبُنِي أبكِي مِنَ السَّعدِ دَائِمًا
شقَيٌّ وَ أنْ لَا حُزْنَ يُدمِي المشَاعِرَا
 
تتبع...
 
فريد مرازقة
© 2024 - موقع الشعر