رؤية - فريد مرازقة القيسي

رؤية...
 
شَعْبٌ بِلَا مَبْدَإ، لَا شيءَ يُرْضِيهِ
فَاقَتْ مَذَاهِبُهُ أَعْدَادَ مَنْ فِيهِ
 
يَبْكِي الزَّمَانَ وَ مَا العَبْرَاتُ تُنْصِفُهُ
وَالكَوْنُ مُحْتَرِقٌ بِالجَمْرِ يَبْكِيهِ
 
يَعِيشُ مُنْتَقِدًا مَا لَيْسَ يَعْلَمُهُ
يَرْثِي البِقَاعَ وَ كُلُّ الأَرْضِ تَرْثِيهِ
 
كَأَنَّهُ مَيِّتٌ حَيٌّ جَنَازَتُهُ
عُرْسٌ وَ لَيْسَ عَذَابُ القَبْرِ يَعْنِيهِ
 
يَرَى الجَمِيعَ صِغَارًا وَ هْوَ أَصْغَرُهُمْ
مَا حَازَ عِلْمًا وَ لَا أَسْرَارَ تَرْفِيهِ
 
يَرْمِي السِّهَامَ بِلَا قَوْسٍ كَأنَّ بِهِ
تَعْلُو الرِّجالُ وَ مَا مَنْ سَوْفَ يَنْفِيهِ
 
يَخْتَالُ فِي كِبْرِهِ طِبًّا وَمَعْرِفَةً
وَالعِلْمُ مِنْ جَهْلِهِ مَا عَادَ يُشْفِيهِ
 
أُسْتَاذُهُ لَمْ يَعُدْ بِالعِلْمِ مُعْتَرِفًا
فَالحَوْجُ أَرْهَقَهُ مَنْ ذَا يُعَزِّيهِ
 
شَبَابُهُ لَمْ يَعُودُوا طَالِبِي أمَلٍ
أَحْلَامُهُمْ دُفِنَتْ فِي حُفْرَةِ التِّيهِ
 
نِسَاؤُهُ قَدْ ظَلَلَنَ الدَّرْبَ مُذْ رُفِعَتْ
حُقُوقُهُنَّ لِمَنْ يَحْيَا بِتَمْوِيهِ
 
شُيُوخُهُ أَرْهَقَتْهُمْ خُبْزَةٌ حُبِسَتْ
فِي عُلْبَةٍ بِجِدَارٍ مَنْ يُعَرِّيهِ؟
 
هَلْ يَرْفَعُ الله شَعبًا لَمْ يَعِشْ أَبَدًا
إلَّا بِقَوْلِ غَرِيبِ القَوْلِ مِنْ فِيهِ؟
 
 
فريد مرازقة
© 2024 - موقع الشعر