محاكمة حامل القلم - لطفي القسمي

في أربعة وثمانون توعدوه
في الديون أغرقوه
إلى الربا وجهوه
على عصيان الله شجعوه
وفي عمله ما تركوه
بالقوانين حاصروه
بالمذكرات ألجموه
من كل سلطة حرموه
من التوقير جردوه
وبالتقصير اتهموه
فشل المنظومة حملوه
وعلى كل صغيرة وكبيرة حاسبوه
في مواجهة اكباده وضعوه
من كل فضيلة سلخوه
مجرما للعامة صوروه
وللمحاكمة سحبوه
وبسرعة البرق حاكموه
بدليل وبلا دليل اتهموه
وإلى السجن أرسلوه
بكى القلم على سجنه
وهجت المدرسة من سجنوه
ودعت الملائكة على من ظلموه
واستحت السماء من رؤية وجوه من أهانوه
وانكسر ميزان العدل غضبا على من حاكموه
وتصدعت الأرض سخطا على من كبلوه
وجفت الأقلام من بعد ما حاكموه
وانتكس العلم على فراقه
وتمزق الورق ألما على وداع صديقه
ولم يعد للوطن من يضيء مستقبله
وبسجن مصباحه
غاص الوطن في جهله
© 2024 - موقع الشعر