محاكمة الحب - عبدالعزيز الحارثي

محاكمة الحب
 
شهود وادعاء ..
وقاض ٍ ومحكمة
الحب في حكم الأسير
والعشق مأسور معه
كلاهما .. في مظلمة
فالحب متهم بأنه ..
يغتال أنفاس العذارى ..
يعيث فتكاً بالحيارى
ودخانه .. ما أعتمه
والعشق يشهق كل الشموع ..
ليستقر بالكهوف المظلمة ..
حكمت بماذا المحكمة ؟!
حكمت بماذا المحكمة ؟!
 
 
 
 
 
 
 
 
الادعاء
وثيابه السوداء
وقضية في اصلها سوداء
وعيون حقد
متسلحا بالكذب
وملفات الغثاء
طياتها فقط
ما بين قبلات
وسرر
وكؤوس وبغاء
وبنظرة صفراء يقول
فقط الغواني
هن من يؤمن بالهباء
ظلموك يادفء الشتاء
كذبوا بحقك
ولم يراعو قدسيتك
فقد وصفوك بالهباء
لتدق مطرقة القضاء
معلنة بحرا من الامواج
واعاصير الشقاء
بقولها .. وقع الجزاء
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أجريمة خط القوافي والقصيدة ؟!
أجناية حبٌ يكون ..
في دفتري
أو في خيالاتي البعيدة
أيحِل حبس العشق في زنزانة ؟!
ولا نراعيه أو ننثره حتى في جريدة
أم أن عشقي وتمتماتي ..
وتَنفُسي بالحب
هي الجريمة الوحيدة
ليدُق قاض المحكمة
بمطرقته الفريدة
يُضيف أحكاماً جديدة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الشوق و الاحساس والمشاعر
مشدوهة .. مستغربة
بجوار قفص الاتهام
تدمع
وتراقب الحب و تنْحُبَه
ويلٌ لهذا القاض ما أغربه ..
ويلٌ لميزان العدالة ما أعجبه
صدور هذا الحكم عالحب والعشق
جورا يعيشا مسغبة
أجسداً تشقق هيكلاً
ويُسلب أعذَبه
تهتز أركان المكان ..
وتثور حتى الأتربة
فالنقض مرفوض هنا
وللأسف !!
لم يبق من ورق القضية ..
إلا أكذبه
 
 
 
 
 
 
 
هل اشتكت منه الدموع..
أيُكبل الحب بالأغلال
بزنازن ابدية
عنوانها " اللارجوع "
انكتفي بالندب
والحسرات
والعبرات
يغشانا الخنوع
انهيم في الظلمات
وتغتال حتى الاماني
وتمتلئ الزنازن بالشموع
فتقوم في قاعة المحكمة المشاعر
والاحاسيس معلنة
أنها تأبى الخضوع
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الحب ديدنه مداعبة القلوب ..
يصوغ للدنيا لون ربيعها
لوحاته بالعشق تزهو
بالآهات والأطلال واللحن الطروب
ليبث في الصدر الحياة
من بعد أطوار الشحوب ..
أين الضمائر ..؟!!
أم أنها تنعى الذنوب
أيراد للحب في صمتها ..
قسرا يتوب
لا لن يتوب
لا لن يتوب
© 2024 - موقع الشعر