مُحَاكَمَةُ التَّرْفِيه

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الحكمه والنصح، 604، آخر تحديث

مُحَاكَمَةُ التَّرْفِيه - أشرف السيد الصباغ

تَبْكِي القَوَافِي فَيَحْكِي حَالَهَا القَلَمُ
وَسَالَ دَمْعُ المَعَانِي صَاغَهُ الكَلِمُ

يَشْكُو الفُؤَادُ إِذَا طَافَتْ بِهِ العِلَلُ
يَا وَيْحَ قَلْبٍ بِنَارِ الحُزْنِ يَضْطَرِمُ

حَازَ المُنَى ذُو الغِنَى بَيْنَ الوَرَى تَرَفًا
هَلْ يَسْتَوِي بِالَّذِي قَدْ حَفَّهُ العَدَمُ؟

نَادَى الفُؤَادُ فَهَلْ تُصْغِي لَهُ الهِمَمُ؟
تَجَمَّعَتْ حَوْلَهُ فِي سَاحِةٍ أُمَمُ

يَشْكُو مَرَارَةَ مَا قَدْ ذَاقَ مِنْ تَرَفٍ
أَضْحَى عَدُوَّ الهُدَى هَلْ مَاتَتِ الشِّيَمُ؟

يَشْكُو أُنَاسًا بِلَا جِدٍّ حَيَاتُهُمُ
تُسَائِلُ القَوْمَ عَنْ إِحْجَامِهِمْ قِمَمُ

يَشْكُو نُفُوسًا أُصِيبَتْ فِي عَزَائِمِهَا
قَدْ غَالَهَا اللَّهْوُ والتَّرْفِيهُ والوَخَمُ

يَشْكُو لِسَانًا بِصَمْتٍ لَفَّهُ الخَرَسُ
وَيَنْطِقُ الصَّخْرُ إِذْ يُسْتَنْطَقُ الألَمُ

فَالنَّاسُ مِنْ عِلَّةٍ فِي غَفْلَةٍ غَرِقُوا
وَفِي المَلاهِي جُمُوعُ النَّاسِ تَزْدَحِمُ

ظَنُّوا السَّعَادَةَ فِي رَقْصٍ وَفِي طَرَبٍ
تَمَايَلُوا كَالسُّكَارَى هَزَّهُمْ نَغَمُ

مَالُوا فَهَانُوا وَمَنْ يَرْقُصْ فَقَدْ نَقَصَا
مَنْ جَاءَ بِالقُبْحِ وَالفَحْشَاءِ مُتَّهَمُ

مَا أَفْسَدَ الْجِيلَ إِلَّا هَيْأَةُ التَّرَفِ
وَالذَّنْبُ زَادُ الرَّدَى تُمْحَى بِهِ النِّعَمُ

وَعَادَةُ الذِّئْبِ مَكْرٌ يَخْدَعُ الفَطِنَ
لا تَأْمَنُ الذِّئْبَ فِي رَعْيِهَا الغَنَمُ

رَدَّ السَّفِيهُ بِمَا أَخْفَاهُ مِنْ خَبَثٍ
لَقَدْ أَتَيْنَا بِمَا لَمْ تَأْتِهِ العَجَمُ

قَالَ الفُؤَادُ لَقَدْ ضَيَّعْتُمُ القِيَمَ
رَدَّ السَّفِيهُ سَيَبْقَى الجُودُ وَالكَرَمُ

قَالَ الفُؤَادُ قَدِ اسْتَحْلَلْتُمُ الحُرُمَ
وَإِنْ أَتَى البَأْسُ لَمْ يَنْفَعْكُمُ النَّدَمُ

رَدَّ السَّفِيهُ لِرَبِّي سَاعَةُ القُرْبِ
وَسَاعَةُ القَلْبِ مَغْفُورٌ بِهَا اللَّمَمُ

تَطَاوَلَ اللَّهْوُ وَالتَّرْفِيهُ فِي سَفَهٍ
فَصَارَ كَالنَّارِ مِنْ تَحْتِهَا العَلَمُ

قَالَ الفُؤَادُ وَرَبُّ العَرْشِ يَسْمَعُهُ
مَقَالَةً رَدَّدَتْ أَصْدَاءَهَا الحِكَمُ

قُلْ لِلَّذِينَ "عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ"
إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فِإِنَّ اللهَ مُنْتَقِمُ

فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ دَرْبَ الحَقِّ تَسْلُكُهُ
فِيهِ النَّجَاةُ وَإِنْ طَالَتْ بِهِ الظُّلَمُ

شعر / أشرف السيد الصباغ

مناسبة القصيدة

فِي خِضَمِّ الجَدَلِ الكَبِيرِ فِي السُّعُودِيَّةِ، بَيْنَ المُؤَيِّدِينَ وَالمُعَارِضِينَ لِهَيْأَةِ التَّرْفِيهِ، يَلُوحُ لَهِيبُ الخَطَرِ . وَشَتَّانَ بَيْنَ تَرْفِيهٍ سَفِيهٍ، وَتَرْوِيحٍ كَتَسْبِيحٍ، وَبَيْنَهُمَا يُخْنَقُ صَوْتُ التَّصْرِيحِ . ( بحر البسيط ) .
© 2024 - موقع الشعر