السفينة الغادرة

لـ لطفي القسمي، ، في الحكمه والنصح، 4، آخر تحديث

السفينة الغادرة - لطفي القسمي

أتأمل الدنيا بعين المشاهد
أراها سفينة بلا ربان
تتلاطمها الأمواج
وليس للبحر شاطئ
وليس هناك ميناء
تستقر فيه السفينة
ركابها منقسمون
نصفهم يصلون
ونصفهم يفسدون
في السراء يمرحون
وفي الضراء كلهم يتضرعون
أرى الموت كنسر جارح
يحلق حول السفينة
ينتظر سقوط الفريسة
وليس في السفينة قبور
أرواح الطاهرين تطير
وأرواح الفاسدين تتعفن
وفي السفينة مسجد
لا يخشع فيه الناس
سوى لأذان الموتى
ولا يصلي فيه إلا القليل
فقط قلة من التائبين
أما الباقين لاهين
وفي طغيانهم تائهين
أرى السفينة تسير نحو هلاكها
وركابها كلهم ساهون
منهم من هو دائما سكران
ومنهم من يصلي بأمان
والسفينة تسير نحو الحطمان
ولا أحد يعلم النهاية
ولا خاتمة فلان
لكن حتما
عندما ترسو السفينة
ستظهر الحقيقة
وسيعلن عن الميزان
ليزن بالقسط
فأما من ثقلت موازينه
فهو في عيشة راضية
وأما خفت موازينه
فمصيره الهاوية
© 2024 - موقع الشعر