الخطيئة الكبرى - لطفي القسمي

جن جنونه لما رآها
وأقسم على صيدها
وجهز شراكه
وطعمها بطعم النفاق
وعلى فريسته رماها
وبسذاجة السمك
فريسته ولجت شراكه
صدقت كلمات حبه المزيفة
وعاشت قصصه الكاذبة
قال لها كما قالها لغيرها
أنت وحدك سكنت الروح
وقلبي قبلك كان مفروغ
ووجداني كان ظلمة
حتى جئت أنت
وامتلأ قلبي حبا
وأضاء وجداني بجمالك
كلمات قالها كذبا
فأعمت بصيرة فريسته
بدون تفكير صدقتها
واطمأنت للذئب
وفي لحظة ضعف
استغل الذئب الفرصة
وانقض على جسد فريسته
ينهش جسدها الجميل
وهي تعيش اللحظة
مضت اللحظة سريعا
واستيقظت الفريسة
فوجدت نفسها وحيدة
الذئب هرب وذاب
قضى غرضه
واختفى كالسراب
فلما أحست بالخديعة
بكت دمعة الندم
واتصلت بالذئب
طالبته بالارتباط
واثبات حبه
لكن الذئب الماكر
أنكر الحب السافر
وسبها بسوء الكلام
وأغلق في وجهها الباب
وبعد ذهاب الدهشة
أدركت الفريسة
أنها كانت مجرد طريدة
دورها كان ببساطة
اشباع رغبات الصياد
بوجه شاحب
فكرت في الخطيئة
وبعد شهور من الخطيئة
ظهر الانتفاخ ببطن الفريسة
وبدأت ثمرة الحب تنمو
وازداد هم وحزن الفريسة
فكرت في مستقبل الجنين
أتقتل ثمرة حبها المزيف
أم تترك الروح تعيش
لتروي قصة حبها المغدور
لتفضح حبها المحرم
فكرت في الأمر
وأعادت التفكير
فقررت أن الجنين
لا يمكن أن يعيش
وفي صباح يوم غد
رمت الصغير في اليم
لتنهي الجريمة بجريمة
© 2024 - موقع الشعر