مارتين لم تعد مارتين - لطفي القسمي

في مارتين اتنقل من شارع لآخر
ومن زقاق لآخر
ومن حي إلى حي
لكن مارتن تغيرت
مارتن لم تعد مارتن
فسكون الشتاء انقرض
وهدوء الشوارع انكسر
وبساطة الناس غلفت بالمظاهر
والجوامع أحيطت بمحبي العاجلة
وبائعات الهوى خرجنا للعلن
وعرضنا البضاعة بأبخس الثمن
ويحدث أن تمر أمامك سيارات فارهة
تشترى بأغلى ثمن
ويحدث أن تجد رجل نائم بالعراء
يتوسد الاسمنت وغطائه البرد
تلاحظه عيون المشاة بشفقة
و تتجاهله عيون الراكبين بحقارة
مارتن فيك الفقر جريمة
وصاحبه عالة
والغنى فيك وليمة
صاحبه سلطان المدينة
والتكافل صار فيك حلقة مفقودة
مارتن فيك مئات القصور
ومئات المتشردين بلا مسكن
يطوفون كالحجاج حول القصور
مارتن كم كنتي سخية
وكم أصبحت قاسية
صار كل شيء فيك غالي الثمن
فقط لحم البشر يباع بأرخص الأثمان
وبحرك الذي عرف بالوقار
صار معرض لعرض الاجسام
وملجأ لتبادل القبل
وصيفك صار فخ
يصطاد أرواح الشباب
مارتن قولي لي بربك
كيف للفقير أن يعيش بين أحضانك
وأسماكك تباع بسعر البترول
وخضرك تشتعل فيها الاسعار
مارتن هل خضرك آتية من زحل
أم من كوكب الارض
مارتن ماذا صار
حتى الأمان منك ضاع
سرقة وجرائم عنك كل يوم تداع
والنظافة التي كانت سر جمالك
اليوم اختفت بلمح البصر
وعوضتها الاوساخ
مارتن من سرق منك أمانك
مارتن من أخذ منك جمالك
مارتن أين أبناءك من همومك
مارتن لم تعد مارتن
وكل من فيها مفتون
وساستها فيها يبيعون ويشترون
ولا أحد على الفساد حسيب
وشباب مارتن عنها غاب
بعضهم هاجر لبلاد المهجر
وبعضهم تجدهم بين سحب الشيشة يهيم
أو في حانة يشرب ليغيب
أو في ساحة السوق يبيع ليعيش
مارتن لم تعد مارتن
وأنا على ذلك من الشاهدين
© 2024 - موقع الشعر