طيف الأماني - دعاء محمود الشنهوري

دعاء محمود الشنهوري/مصر
طيف الأماني

ولكم رجوتُكَ في المساءِ تزورني
أو أنَّ طيْفَكَ في مَنامِي قدْ حضرْ

فحلمتُ أني زهرةٌ أو نبتةٌ
وحلِمتُ أنك غيمةٌ فيها مطرْ

راحتْ تُلَمْلِمُ أنَّةً وتُزِيلُها
وتُحدِّث الأزهارَ ما أحلى السمرْ

روحان كنا والخيالُ نَشِيدُنا
والليلُ يعزفُ أغنياتٍ للسهرْ

قد تستريحُ وسادتي بتفاؤلِي
لكِنَّ صوتَ الريحِ يغتالُ الوترْ

ما بينَ حُلمِي واستفاقةِ أنجمي
وسنابلِ الآهاتِ ضيَّعتَ الأثر

روحٌ تُباعدُ بين وهمٍ كاذبٍ
ونسيمُ شوقٍ بالمحبةِ قدْ حضر

لا أمنياتٌ تسترِيحُ بخاطرِي
وأحِسُ أني في الحياةِ علىٰ سفرٰ

ممزوجةٌ بالحبِ.. لكِنَّ النوى
قدْ شقَّ صَدرِي بالأنين وبالضجرْ

فأنا ربيعك حين يرقصُ ضاحِكًا
وأنا خريفك حين ينتحرُ الشجرْ

مُتشاكسانِ أنا ونفسي مثلمَا
كونٌ وكونٌ والتوافق قد هجرْ

مُتشاكِسانِ أنا ونفسي مثلمَا
‏ فلْكٌ وموجٌ والطريقُ بِلا صورْ

مذبوحةّ في الأمنياتِ وحِيرَتِي
لم تُبق شيئًا في الفؤادِ ولم تَذرْ

أهذِي وأهذِي ثُمَّ ألمحُ ومضةً
تَرنُو بِذِكْرىٰ طيفهِ لما عَبرْ

فتعيدُ ترتيبَ الحكايا في غدِي
وتلوِّن الساعاتِ تضحكُ للقمرْ

وأنا أكونُ كمثلِ طفلٍ حُلْمَهُ
في لُعبةٍ..يَلهُو فيبْتسم القَدَرْ

© 2024 - موقع الشعر