قبل عامين...

لـ لطفي القسمي، ، في العتب والفراق، 8، آخر تحديث

قبل عامين... - لطفي القسمي

قبل عامين...
المدينتين لم تتغيرا
أما، أنت تعرف ..
إنه لأمر مضحك…
دائما موعدنا المنتظر
يكون في آخر لحظة
هنا يتجدد لقاؤنا
كما حدث من قبل
ما زال المكان كما كان
المراكب الشراعية
طيور النورس
رائحة الشواء
المنبعثة من مرسى المضيق
وتسابق الأقدام في الكورنيش
قالت لي:
أتدري؟
مازلت لدي السترة الخاصة بك على كتفي
لحمايتي من المطر
أرتديها كلما دعوتني للقائك
ولكن لما طلبت ملاقاتي؟
أجبتها والشوق يعصرني
أردت أن أشعرك بما أحس
أجابت في خجل قديم
وأخيرا، عبرت عن ذلك
فقلت لها
هذه الحياة غريبة
سنوات مرت
وحواجز عجيبة
تفصل بيننا
لكن أتدرين؟
أنا ما زلت أفكر
في عشاء رومانسي يجمعنا
فيه باقات من الزهور
وبعض أوراق الورود المتناثرة على حافة طاولة العشاء
عزيزتي أتعلمين؟
لا زلت أنظر إلى كل تلك البرقيات ...
لا زلت أعيد قراءتها بشغف
يقال إن العاطفة
لا تحدث إلا مرة واحدة
أنت تحبين المخاطرة بالحب
ألست كذلك؟
قالت....
أشعر أنها سوف تمطر
من جيد احضاري لسترتك
أه مرت عامين ...
لم تتغير المدينتين
ولا أنا، أنت تعرفين ...
جيد...
أنا سأعود إلى الفندق
وأنت ستذهبين إلى طنجيس
ثم ستتصلين بي في يوم ما، ربما ...
كنت تقولين لي دائما:
اتصل وسآتي
ولكني دائما كنت أتصل
وأنت أبدا لا تأتين
كالعادة، لا تقولين شيئا، لماذا؟
لماذا هذا الصمت الرهيب؟؟؟
حسنا لا تقولي شيئا...
ولعت سيجارة ...
فقالت في حزن...
لدي ذكريات مليئة بالذكريات
والكثير من الحنين إلى الماضي ...
إنها مجنونة، وأنا أيضا
انها جميلة عندما تفكر في الامر
وأنا لا يمكنني أن أنسى
كم كنا رائعين
لكن حان وقت الفراق
نظرة في عينيها وقلت
كما ترين...
كنت أريد أن أقول لك أنني أحبك
هنا، الآن، على رمال شاطئ المضيق
الشبيه بالنورماندي
ولكن ...
أعتقد أن الأوان قد فات ...
نظرت في عيني
وقالت...
نعم، لقد فات الأوان
يجب أن نذهب ...
نعم أنت محقة لنذهب
لعلنا نلتقي يوما ما
في مكان لا فراق فيه
© 2024 - موقع الشعر