وداع مر

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 9

وداع مر - لطفي القسمي

يقال أن المطر يجلب الحياة
وفي ذلك النهار
تساقط المطر
لكن نزول المطر
أرسل رسالة الخطر
إلى عجوز سأمت انتظار القدر
بمجرد سقوط أول قطرة مطر
تنبأت العجوز برسالة المطر
عرفت أنه يقرئها السلام
ويعلن لها وحيا من السماء
خلاصته نهاية القدر
الناس كلهم فرحوا لسقوط المطر
المطر يعني بداية الحياة
إلا العجوز شعرت
وحدها بنهاية الحياة
لسان حالها ربما يقول متألما
تبا لهذا الوطن
أموت بين الجدران
ميتة الفئران
أموت في فقر وحرمان
قدمت للوطن الدم من رحمي
وجازاني بالنكران
ها أنا في آخر أيامي
ممدودة على سرير أذاني
تهاجمني الأمراض
من خلفي وأمامي
إذا سقط المطر اشتدت ألآمي
إذا أشرقت الشمس تبخرت أحلامي
قالت للموت سكرات
أرى شريط حياتي يمر أمامي
بخيالي أرى سجل حياتي
ابني عبد السلام
ينتظر قدومي
وأحمد والفاضل
ومصطفى والعربي
يتوقعون في أي لحظة ذهابي
ابنتي السعدية
شاهدت كل معانتي
ومرضت بمرضي
وصرخت لآلامي
لكن ما أزعجني
وزير مدعي الإسلام نساني
طوال حياته ما زكاني
زكاته بشرع الخالق من حقي
نعمة مرسلة من ربي
لكن حقي لم يصلني
وفي آخر أيامي أدركت أن الزاني
أتقى من رجل يصلي بالناس كلحوحة الاعلان
المطر لا زال يتهاطل
حل منتصف النهار
والبرق يصلي
من أجلي يصلي
ديدان الارض تفرش التراب من أجلي
حتى الكلاب تعوي تحية رحيلي
الناس وحدهم جاهلين مصيري
إنه العصر لن أصلي العصر
روحي انسلت من نصف جسمي
جسدي بات شبه حي
اقترب أذان المغرب
الشمس تغرب
وصوت أذان المغرب
كأنه يعلن موتي
غربت روحي مع ضوء الشمس
رفع أذان المغرب
وحفر قبري
وصلى الأحياء صلاة وداعي
© 2024 - موقع الشعر