بين الانقاض

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 2

بين الانقاض - لطفي القسمي

البارحة كانت بغرفتها تصلي
البارحة كانت بالمطبخ
بسعادة تطبخ وتغني
البارحة كانت بالشارع
بكل أمان تلعب و تمشي
البارحة كان لها أب محب
يمسح دمعها عندما تبكي
البارحة كانت لها أم طيبة
تحس بها قبل أن تشكي
اليوم أصبحت تحت الأنقاض
تنادي بصوت عال
اليوم تحت الانقاض تناجي
نادت أباها بأعلى صوت لها
وهي تبكي
لم يعد هناك أب
يسمع صوتها المبكي
الأب بدوره تحت الانقاض مخفي
نادت أمها بصوت خافت
متعب منسي
لم تعد هناك أم
تحس بآلامها قبل أن تشتكي
الأم أمست جثة هامدة
بين الركام تصبح وتمسي
بين الانقاض تتألم
وتقول أين جسمي؟
بين الركام تصيح بألم
لما أنا هنا وحدي؟
بين الركام تصيح بحرقة
أنيسي الوحيد هو دمعي
بين الانقاض ماتت الاحلام
ومن الجاني ليحاسب؟
بين الانقاض
ماتت البراءة في ثواني
بين الانقاض
مات الشرف العربي
بين الانقاض
انكشف الاجرام الغربي
ببن الانقاض
ضاع التآزر الاسلامي
بين الانقاض
مازال صوتها ينادي
مازال صوتها يغني سمفونية
أين وطني؟
مازال صوتها المنسي
يفضح المجرمين ببلادها
وبلادي
هي تحت الانقاض تبكي
وفوقه السفاح الطائفي
تقول سني شيعي
مسيحي علماني كردي
كلهم أسالوا دمي
وأباحوا قتلي
بين الانقاض منسية
الكل عنها ملهي
تنتظر من يزيل الحطام
عن قلبها المكوي
تنتظر من يسمع همساتها
ورنين الدمع الحزين
الذي صار يحكي
الآمال فقدتها
والموت يغشاها
يزورها حينا
ومرة يسري
ببن الانقاض
تشكي الألم
وتحن لذكريات تجيء وتمضي
ببن الانقاض
صوتها الحزين
يعظم اسم القوي العلي
بين الانقاض قالت
ربي ربي
ربي ربي
بين الانقاض قالت
أمي أمي أمي
بين الانقاض قالت
أخي أختي أبي
بين الانقاض قالت
ربي أرحمهم وارحمني
© 2024 - موقع الشعر