بين الانقاض

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 3، آخر تحديث

بين الانقاض - لطفي القسمي

البارحة
كانت بغرفتها
تصلي
البارحة
كانت بالمطبخ بسعادة
تطبخ وتغني
البارحة
كانت بالشارع
بكل أمان
تلعب و تحكي
البارحة
كان لها أب محب
يمسح دمعها
عندما تبكي
البارحة
كان لها
أم طيبة
تحس بها
قبل أن تشكي
اليوم أصبحت
تحت الأنقاض
تنادي بصوت عال
اليوم تحت الانقاض
تناجي
نادت أباها
بأعلى صوت لها
وهي تبكي
لم يعد هناك أب
يسمع صوتها المبكي
الأب بدوره أمسى
تحت الانقاض مخفي
نادت أمها
بصوت خافت
متعب منسي
لم تعد هناك أم
تحس بآلامها
قبل أن تشتكي
الأم أضحت
جثة هامدة
بين الركام
تصبح وتمسي
بين الانقاض تتألم
وتقول أين جسمي؟
بين الركام
تصيح بألم
لما أنا هنا وحدي؟
بين الركام
تصيح بحرقة
أنيسي الوحيد
هو دمعي
بين الانقاض
ماتت الأحلام
ومن الجاني
ليحاسب؟
بين الأنقاض
ماتت البراءة
في ثواني
بين الانقاض
مات الشرف
العربي
بين الأنقاض
انكشف الإجرام
الغربي
ببن الانقاض
ضاع التآزر
الاسلامي
بين الانقاض
مازال صوتها ينادي
مازال صوتها
يغني سمفونية
أين وطني؟
مازال صوتها
المنسي
يفضح المجرمين
ببلادها
وبلادي
هي تحت الانقاض تبكي
وفوقه السفاح الطائفي
تقول سني شيعي
مسيحي علماني
كردي
كلهم أسالوا دمي
وأباحوا قتلي
بين الانقاض منسية
الكل عنها ملهي
تنتظر بلا أمل
من يزيل الحطام
عن قلبها المكوي
تنتظر بروح مكسورة
من يسمع همساتها
ورنين الدمع الحزين
الذي صار يحكي
الآمال فقدتها
والموت يغشاها
يزورها حينا
ومرة يسري
ببن الانقاض
تشكي الألم
وتحن لذكريات
تجيء وتمضي
ببن الأنقاض
صوتها الحزين
يعظم اسم الله
القوي العلي
بين الأنقاض قالت
ربي ربي
أجب دعائي
بين الأنقاض قالت
أمي أمي أمي
بين الانقاض قالت
أخي أختي أبي
بين الانقاض قالت
ربي إرحمهم
وارحمني
© 2024 - موقع الشعر