لن تجد مثله - سمير محمد العنتري

لن تجد مثلهُ
 
لا يعرفُ القيودَ والسلاسل
يخرجُ من محرابهِ
إلى حقول الحياةِ
متابعاً لأحبائهِ
واعياً لكل المجاهل
يخطو هنا وهناك
رغم كل الأشواك
راعياً لكل الورود
بأناملَ ورموشٍ من حرير
متحدّياً كل الصعاب
والزلازل
مستهدياً بالتهاليل
وشدو العنادل
انه قلب أمّ
لن تجد مثلهُ
في بطون الكتبِ
وكل المحافل
يداعبُ كل الخدود
والفراشات
صراخُ ضحكات
يزيد الكون جمالاً
ويزين اقلاماً ودفاتر
يهزُّ اشجار النخيل
لتملأ الدنيا فرحاً
لبناً وعسلاً
وتشدو عليها
أطيارٌ وبلابل
يخاف على البراعم
من كل هَبْوةٍ
ومجهولٍ عابر
دقاته
أنغامُ أجراسٍ
وصوتُ مآذن
أنفاسهُ
بخورُ مريم
دفءٌ وبلسم
من دمعه
يرشفُ النحلُ
وينْغُبُ الطيرُ المسافر
على صدره
تغفو الإبتسامة
وأحلامُ البراءة
وتصحو على همساتِ وشفاهِ الفجرِ
بأملٍ مشرقٍ
ووطنٍ آمن
هذا القلبُ
ينبوعٌ
لأسمى سقوفِ العشقِ
للعيان ظاهر
انه ايمانٌ وآية
لناسكٍ متعبدٍ
ساهر
هذا القلبُ
يستحق كلَّ صلاةٍ
في كل غيابٍ وحاضر
لنزرع الأرض سوياً
عطراً وقمحاً
سلاماً وسنابل
أنها قلبُ أمٍ
بالحنان عامر
فلا جوعَ ولا دخانَ قنابل
© 2024 - موقع الشعر