بين الطباع فرق - أحمد أورفلي

نَجودُ بِما استَطَعنا مِن جَميلٍ
وحُسنُ المَرءِ في جودٍ يُكالُ

وهذا طبعُنا نَرِثُ الفيافي
وفينا راحَ يَضربُهُ المثالُ

فَلا الإنسانُ يُوزَنُ بِالدَّواهي
ولا الإنسانُ قد يُغنيهِ مالُ

فلا تَغتَرَّ إلَّا بالَّتي في
مَحاسِنِها قَرينُ الحُسنِ فالُ

ونحنُ ثراؤنا من عُرفِ قَومٍ
وبورِكَ في سراياهمْ وصالُ

لقد سادَت تَقاليدٌ وفينا
تَرسَّخَ دينُنا فيما نَزالُ

فُراتٌ نَستقي وشرابُنا من
خُمورٍ عُتِّقَ الكأسُ الزُّلالُ

نُحيدُ جَميعَنا عن مُغرِضاتٍ
ولا نَرضى لنا حوباً يُقالُ

نواكبُ حَربَ عَصرٍ في نَواحي
هِ يُكتُبُ لِلمَوازينِ المِحالُ

ونَكذُبُ قَلَّما نَصغي لِصِدقٍ
ولو صَدَقَ الذي نَهواهُ آلُ

خَيالٌ يَعتَرينا إن خَلونا
لفي مقرابِنا يُعطى نَنالُ

طَويلُ النَّاسِ يُكرَمُ في قِيانٍ
وشَعبٌ لم تَنَم فيهِ العِيالُ

فذاكَ يَرومُ مِن خَيراتِ أَرضٍ
وَلَم يَعطِ المُقابِلَ ما يَنالُ

وذاكَ تَراهُ يَرزَحُ تَحتَ فُقرٍ
تَدوسُ عَلَيهِ في الخَيباتِ حالُ

وَعَيشُ النَّاسِ في الخَيباتِ قاسٍ
وَطَبعُ الجَّاهِ لا يُعنيهِ عالُ

((الأديب أحمد أورفلي))
© 2024 - موقع الشعر