حلم في الدرس - أحمد الحمد الواجد

مرّي في جنب الصخورْ
نعلو أشواكاً وأبّا

فوق أقمارٍ تدورْ
في مدارات الأحبةْ

فيها من جنس الشعور
ترسل الأطياف غِبّا

واقذفيني يابحور
عند شطآن وغُربة

ولنرفرف كالطيور
فوق وديان وثَغْبا

كي نرى ماءً يغور
أو نباتاً صار حَبّا

نقتفي حال النمور
نبتغي في الغاب دُبّا

نحو صحراء قَفور
سيري حتّى نلقى رطبا

أو لبركان يثور
ناصب في القِشْر ثُقبا

نسعى في سهل يمور
نرقى نجدا ثم حدْبا

ثم نسمو كالصقور
فوق هامات وجدبا

ذاك عمران وسور
صارت الأبراج عُجبا

ناطحات فيها دور
والقرى النّخلات غُلْبا

فارجعيني يادهور
قارئاً عصراً وحقبة

مثل عهد الديناصور
أو لرحلاتٍ وجعبة

نجري في فلك ندور
نملأ البلدان حُبّا

في سواقينا النهور
جَذْلى في صخرٍ وتربة

بين أفلاجٍ وبور
يرتوي الظمآن عَبّا

في الفلا ريح الحرور
تبري في العلوات ثَلْبا

دراسات في صخور
تنبري للصلب دأبا

راثعات في الثغور
ثم تألو الصدع رأْبا

طيري فينا كالنسور
نحو نجم شقّ دربا

في السّما بدر ونور
عالقات وسْط قبة

فاسلكيني في الزهور
نرقب العُسْلان تُجْبى

نرقب النمل الصبور
نقتفي في الجحر ضَبّا

ولنباري في البكور
عَدْو ظبيٍ أسلى ذئبا

أرنباً صَوْب الجحور
أو غراباً يدوي زَعْبا

كم لأطنانٍ سيور
تمخر الآفاق دَبّا

في تجارات العبور
نعبر الأوساط رحبا

هيا ياريحاً نزور
كل أفراحٍ ونُدْبة

من رباطٍ حتى صور
من خليجٍ حتى غَرْبا

أرض أمجادٍ غَيور
لملمت في الحضن عُرْبا

في أراضيها الوفور
من زيوتٍ حتى قَضْبا

في الثّرى كنز دَثور
مخزن للماء عذبا

والعناقيدُ التمور
والكروم الحُسْنى صُهْبا

مهد حرثٍ والبذور
نبتة من كل رتبة

فيها طاقات تفور
مطمعٌ للكلّ غُنْبة

إرثها عِزّ بخور
من شآمٍ حتى إبّا

من كويت في مرور
حتى نلقى بوجُنَيْبة'١'

نحو عمان وخور
ثم وهران وجِربا

تلك أطلالٌ لأور'٢'
مثلها رسمٌ بجُبّة'٣'

كم لأهرامٍ قبور
كم لأكادٍ وزُلْبة'٤'

مهد عيسى والزبور
أشرف الأرضون كعبة

فيها نحيا والنشور
أرض من للحق لبّى

إن من عيب الأمور
أننا نزداد سَغْبا

أو سياسات الفجور
بين سندانٍ وحربة

تلك آيات القدور
والسخا فينا تَرَبّى

كيف من ضَنْكٍ يخور
أهلنا والخير صَبّا

كيف تزدان السطور
والخُطا أدراج لعبة

بين أفّاكٍ وزور
ضاع قلبٌ يبكي لُبّا

لن تقوموا والشرور
عنونت في الأفق حَربا

أمرنا طفْحٌ ، بثور
مثل عيّانٍ لحُلْبة

فالعلا كدٌ ونور
مثل أثوابٍ وهُدْبة

إن من جَبْرِ الكسور
مشية تتلوها وثبة

فاستعينوا بالصبور
لوذوا في صدق وحَوْبة

في قراءات العصور
منهج للقُدْم صلبا

من حقول كالجذور
نرنو للآفاق حَجْبا

كونوا في العلم الصدور
والأيادي تعلو ذَبّا

واستردوا بالنّحور
حقّنا المأخوذ غصبا

واحذروا طعن النّكور
يرمي في ظهر ووَرْبة

ولنعش أرضاً طهور
نبني أفراداً ونخبة

في الدّنى نهدي العطور
نلبس الأخلاق ثوبا

نبني صرحاً لن يهور
نكتب التاريخ كَتْبا

يكفي ياريح السرور
ولنعد للعلم كسبا

مالأصوات كصُور
ملء سمعي : أي شعبة

قلت يا أستاذ نور
والكَرى فيّ تأبّى

كنت أغدو والطيور
نقطع الوهدات سربا

قال في صوت جهور
متّعوا علماً برغبة

هزّ تصفيق الحضور
قاعة عجّت بصحبة .

© 2024 - موقع الشعر