الآشجار ... ثابتة - أحمد الحمد الواجد

قد النضير من الحنين مدامعا
ورقى الجروح فكية ودواء

وشدا يلوح معطرا بسمائنا
لحنا من الزمن العتيق غناء

وتر المعازف حورنا فتمايلت
طربا وفي صفصافنا الخيلاء

رقصت عرائس فجرها فحوارها
نغما مع الأثل العزيز شفاء

سبحان من وصف الجنان بخضرة
فيها الظلال ومنة وعطاء

وطرا سقتنا البيد محتقرا ولل
عصف الشديد جهادها العمداء

لعب العجول وهاصر بزماننا
عجبا لأعجاز هي الشرفاء

تبري الشهور بزيها ولحائها
بردا ولهفا دونها العملاء

وهبت لحي من ظلالها بردة
وحمت شريدا مسه الحقراء

سفها بمن زبدت عصائر فكره
تعلو الجذور وهمها الصعداء

خذ من مماتها عبرة وتدبرا
إن الثبات عقيدة ودعاء

تأبى الخنوع رأيتها وجباهها
عند الممات حرائر سعداء

حسنا وقفت بظلمنا وهواننا
كالشامخ الوضاء منا براء

ورفعت أفنان الممات تضرعا
فضربت للإنسان كيف إباء

جذر بأرض والسما ثمراتها
ذاك المثال فدونها الوعثاء

© 2024 - موقع الشعر