مناي أنت

لـ أحمد أورفلي، ، في الغزل والوصف، 28

مناي أنت - أحمد أورفلي

أَنَا وَالحَرْفُ بِالمَهْدِ اْحْتَوَانِي
ومِنْ لُغَةٍ وَلِدْنَا مِنْ زَمَانِ

فَهَلْ لِلإِعْتِرَاضِ بِنَظْمِ شِعْرِي
وَبِالأَدَبِ الرَّفِيعِ خَطَا بَنَانِي

وَأَكْتُبُ مِنْ قَصِيدِ الحُبِّ لَوْنَاً
بِلَوْنِ الإِزْدِهَارِ كَزَهْرِ بَانِ

وَأَخْطُفُ مِنْ رَحِيقِ الشَّهْدِ لَثْمَاً
وَأَلْثُمُ فَاهَ حُبِّي بِالتَّفَانِي

نَدِيمِي بِالهَوَىٰ هَلْ نَحْنُ تِهْنَا
بِشِرْبِ الكَأْسِ أَوْ بِرُبَا المَكَانِ

تَعَالَ لِكَيْ نَحَوطَ القَلْبَ حُبَّاً
عَسَىٰ حُبِّي عَفِيفٌ أَوْ تَرَانِي

أَنَا لَا أَبْتَغِي غَيْرَ ابْتِهَاجٍ
لِوَجْهِكَ أَوْ لِقَلْبِكَ مِنْ لِسَانِي

بِصِدْقٍ قُلْتُهُ هَلَّا تَفِينِي
كَمَا أُوْفِيكَ مِنْ قَلْبِ البَيَانِ

فَلَسْتُ كَمَنْ يُحَنِّثُ وَعْدَ صِدْقٍ
وَعَهْدِي لِلْمَمَاتِ وَلَوْ كَوَانِي

طَلَبْتُ إِلِيْكَ أَنْ تَعْطِي اهْتِمَامَاً
فَهَلْ لَكَ أَنْ تَجُسَّهُ بِالحَنَانِ

وَقَلْبِي رَقَّ عَطْفَاً بِالَحنَايَا
سُهَادٌ بِالدُّمُوعِ أَرَىٰ رَمَانِي

أَأَنْتَ تُحِبُّ إِنْ تَدْمِي فُؤَادِي
وَقَلْبِي بَاتَ يُدْمَىٰ بِاحْتِقَانِ

وَبَلْسَمْتُ الجِّرَاحَ وَكَلَّ دَاءٍ
دَوَاءٌ أَرْتجِي بِالْعُنْفُوَانِ

فَمَا زِلْتَ الَّذِي أَعْطِيتُ عُمْرِي
لَهُ دُونَ اعْتِرَاضٍ مَعْ حِصَانِي

جَوَادِي ذَاكَ حَرْفٌ وَافِرٌ مِنْ
بَدِيعِ الشِّعْرِ كَالدُّرِّ الجُّمَانِ

© 2024 - موقع الشعر