يحكى ان : - عبدالرحمن محمود عبدالرحمن

في عصر ما قبل البطر
قد كان يحيا في البشر

جسد موحد وانشطر
أعضاءه كانت سعيده

تحيا بازمنة مديدة
وحياتها حلوة رغيدة

فلما انشطر..حل الخطر
وتوالت النكبات تترا

متسلسلة مثل المطر
ما عاد كما كان جسد

وكل ما فيه فسد
قال الذئاب حوله

الان قد وقع الاسد
زئيره اصبح نحيب

عرينه امسى كئيب
وكل خنزير وضيع

له في لحم سيده نصيب
الراس اصبح في مكان

والعين ضيعها الزمان
والقلب قد افسدوه

لم يضخ سوى الهوان
واليد في الاغلال صارت

تباع في سوق النخاسة
صرنا عبيدا للكلاب

بالنجاسة والدياثة
وهناك في قلعة الاشرار

اقاموا هيكلهم علينا
لا المال اصبح مالنا

لا الحكم مردود الينا
وانهزمنا واندحرنا وانتحرنا

لنا في الامم عشرون راية
لم تجتمع يوماً لغاية

الا التتابع في الغواية
وكل شعب حكمناه

اصبح اليوم له دراية
بعد ان كان لنا لواء

صرنا الى وضع الغثاء
تداعى الينا كل كلب

يغصب ويأخذ ما يشاء
وتمر ايام الجسد

بمرارنا داسوا علينا
لو كان جسد متحد

لو ظل فيهم كالاسد
تلك الكرامة الضائعة

لربما ولربما..عادت الينا
فنجتمع حيث ابتدينا

#عبدالرحمن_محمود
© 2024 - موقع الشعر