لحظة انهيار - محمود محمد خلف

وكأنَّ رَوْحِى نُزِّعَت من جَوفِى بلا استئذانِى
وكأننى صنم أصمٌّ أبكَمٌ أعمَى لمْ أبْرَحْ مكانِى
وكأننى بتلك الهمومِ وحيدٌ أجردٌ فى هذا الزمانِ
ورفعتُ وجْهِىَ للذى خَلَقَ السماءَ وما من إله ثانى
أن يُذْهِبَ الأحزانَ عنى وعن الذى ربَّانِى
أيخيبُ ظنِّىَ فى الذى لا غيره رحمانى
ودعيتُهُ راجيا مستقبلاً غيرَ الذى قد جالَ فى أذهانى
مستقبلٌ كان يدورُ وكلما جالَ بخاطرى أهزانى
غرورُ نفسى و واقعى , فى التضاد كلاهما هزَّانى
كَذِبُ الظنونِ وزيفُها مترادفان كلاهما هَمَزَانى
ولعل ربى فى السماء يُوارى فرحةً من شأنها براءة الأبدانِ
ولعله أبكانى يوماً لفرحةٍ تُفيضُ الفؤاد ببهجةٍ وأمانى
فيارب خفف فى البلاء فأننا - وأنت اعلم - لنا
أهالٍ لا تحتمل خَيبُ الظنون على المحكِ الثانى
© 2024 - موقع الشعر