رسائل هاتفية قصيرة - سعدية مفرح

:
 
المعاني الحقيقية لا تحتاج إلى
 
أوعية لغوية
 
أو صوتية
 
لا تحتاج سوى أن تكون.
 
2:
 
أشعر به كلما سمعت خبرا
 
يحتاج تعليقا فوريا
 
أو أغنية جديدة
 
أو قصيدة تافهة
 
أو صوتا يشبه ذلك الصوت الذي
 
أرادني امرأة
 
ذات صباح
 
3:
 
أهيم في شوارع كينونتي
 
بحثا عما يليق بماضيها
 
الموغل في بدائيته
 
أتمشى دون خريطة
 
أكون علاقات مفتعلة
 
مع الرمل والإسفلت
 
ويسيل إيماني الموروث
 
على الرصيف
 
شهيدا
 
موغلا في عدميته
 
4:
 
غياب يذهب بنا نحو الأقاصي
 
يراودنا عنا يقيننا
 
يودي بنا إلى مهاوي الحياة
 
وينتصر بالجدل
 
أخيرا
 
أخيرا
 
5:
 
كان عليّ أن أتمترس وراء غضبي
 
أسيّج جسدي بعنف متراكم
 
أصنع لأطرافي قيودا من غلو
 
وأضع أقفالا حديدية
 
على أبواب القلب المشرعة
 
وأنتظر أغنية تتسلل
 
كان عليّ ...
 
نعم كان عليّ.
 
6:
 
كان أمامي أن أغزل فضة صمتي
 
بيتا وصغارا لا يشبهونني
 
لكنهم سيغزلون فضتهم ذهبا
 
ويغادرون.
 
7:
 
أمام مرآتي تتشظى قصيدتي
 
وتصير آنية للدم المتناثر
 
أمامها أتشظى
 
ويسيل دمي
 
لينذرني بأوان القصيدة.
 
8:
 
أمام مرآتي
 
تتجلى حكمة الأشياء
 
وتنتحر التعاليم السافرة
 
أمام مرآتي
 
تراوح أفكار الموت
 
مكانها القديم
 
وتنتشي بالوجودية
 
أمامها
 
أكون أو لا أكون.
 
9:
 
لغضبي سورته الكامنة
 
نارا تلظَى
 
وله صورته المزورة
 
ابتسامةً ورضى
 
وله سياجه
 
من الصلوات والدعوات
 
التي لا تغادر اللسان
 
ولا تبرح سجادة الصلاة
 
لغضبي..
 
فتنتي
 
ومماتي
 
10:
 
يرتوى صمت هذى الصغيرة
 
بالسلسبيل الجليل
 
كلما رسمت بحيرتها المفضلة
 
في غياب أمها
 
على بياض صحنها الصيني.
 
11:
 
يطفو على ماء الثقة
 
يلتمع تحت شمس المحبة الدافئة
 
فارغا من دهشة المعنى
 
ومدهشا في قدرته على البقاء
 
طافيا
 
مثل هواء محبوس
 
12:
 
أزهو بكلمتي يقينا
 
أزهو بوجودي اضطرارا
 
أزهو بفيض محبتي
 
خيارا أبديا
 
وأزهو بهذا المنتَظر
 
ووجدا مستحيلا
© 2024 - موقع الشعر