ما على الشوق عتاب - طارق ابوشوشه

كيف السبيل إلى الرحاب؟
يا (مَكُ) أسألك الجواب

تباعدت الخُطا مابيننا
فهل ياتُرى عزَ الإياب

الله اكبر حامداً
أن جعلي ممن أناب

لكني اشتاق الرجوع
و ما على الشوق عتاب

نفسي لأسودك هفت
و توشحت بيض الثياب

فأعدت ذاكرةً غفت
و أملاً قد صار سراب

يا أهل مكة معذرة
أن حبها ملأ اللباب

شب الحنين لحيٍكم
إلى الخيام.. إلى الرِكاب

إلى وجوه في الديارألٍفتُها
لم يمحها طول الغياب

فارتحل شوقي للحرم
وطاف بالبيت المَثاب

ثم ارتوى من زمزمٍ
بعد الصلاة..حتى ذاب

وسعيت أرمُل راجيا
في خطو هاجر أن أُثاب

يارب..هذي دعوتي
عفو..وعَود..و إقتراب

و بليل مكة نتجه
نحو الصعيد المستطاب

لبيك ربي رحمة
لبيك و إليك المتاب

و بأرض عرفة ينزوي
إبليس ذُلاً و انتحاب

استنكف بالأمس السجود
واليوم يَفضُلُهُ التراب

امضى السنين يُضله
وما أًمًلَهُ فيه خاب

آواه من شرع الحلال والحرام
وقد عصاه..ثم تاب

وعند الغروب امتزج دمعي
بالدعاء المستجاب

فأفضت في الليل وليدا
بدأ للعمر كتاب

بلا سطور من ذنوب
دون خوف من عقاب

يا أرض عرفة فاشهدي
لي عند ربك في الحساب

أني اتيتك نادما
مستعذبا فيك العذاب

ومضيت تملكني شجوني
و تعيد في شيبي الشباب

..هنا رميت..هنا نحرت
هنا أطوف مودعا ركنا وباب

متعلقا بستاره
مستمهلا وقت الحجاب

لازلت أذكر وقفتي
لفراق مكة .. و الإياب

والروح تنزع نفسها
من جسدها..تأبى الذهاب

قد عدت لكن مقلتي
أبقيتها تصف الرحاب

و بمصر أشهد منسكي
في حج كل من أجاب

وأدعو الذي فرض القران
يردني إلى مآب

© 2024 - موقع الشعر