المقطع الأول من الديوان تساؤلات بابلو نيرودا وأجوبة برادة البشير - برادة البشير عبدالرحمان

المقطع الأول من الديوان
---------------
 
ليس كل من حلَّق…
يا بابلو..!
يملك جناحين..!
ولا كل من استطاع التحليق...
خلَّف ...أطفالا..!
التحليق ...يا نيرودا
لا يورث..!
بدنا...أو بالحدسِ..!
******
الصورة عند ...يائس..!
علامة شحوب...وضعف..!
فلا تنفض الأشجار...أوراقها
إلا عندما ترشف ثمالة…
الصفرة..!
عندها تسَّاقط الأوراق…
دون...هزةٍ أو لمسِ..!!
******
 
 
 
 
وصفرة...عند مطلوب
على خوخة الأمل..!
تسقيه رقة...و نعومة وحكمة..!
فالليمون لا يرمز للحموضة...
وما كل حموضة...تنتعش لها
الجوارح..!
فالحلم...بقبلة يأتي بلذة
الليمون..!
ذوقا...وبالحسِّ..!!
******
لا تنوب الآلة عن...الإنسان
في صناعة الجمال...!
فكيف بالإبداع...؟
وأشعةُ الشمس...لا تنتج
عسلا..!
سوى في حدس...طافِح
بالشاعرية..!
ذكاء الآلة لا يطال ذكاء…
الإنسِ..!!
******
 
 
 
للبدر مِرجلَهُ...لا طاحونة..!
وما يصهره البدر...لا تلفه
أكياس..!
للبدْر هالة...بسحر
يُسيل لعاب العشق..!
في عين الصبايا…
من كل...جنسِ..!!
******
الوقت في حياة ...الشاعر..!
كالعاشق…مرفوع...!
فالخنوع...للتسلسل
سليل " فكرة العود "..!
تملكها حبات " السبحة " ...!
لا زمان...في الإبداع…
فكيف بعد الموت..؟
والسؤال عن الوقت…
عند شاعر..!
ليس من لوازم...الطقسِ..!!
******
 
 
 
 
ربيعك...يا بابلو...
في فرنسا..!
لم يعد صالحا...لكل فصل..!
فكيف يكون بعد الموت..؟
لقد دار وقتُ " غيرِ " الشعراء..!
فزار الخريف...عواصم
الغزو..!
كروما...كلندن…
و...باريسِ..!!
******
الشاعر...يا بابلو
الذي استحم في بحيرة
العشق..!
يرشف من الطلع..!
رحيق الإبداع..!
فلا تطاله...لسعة النحل..!
ومن سأل عن " عش "...
شاعر..!
صنف...من أهل الأمسِ..!!
******
 
 
 
ليس كل خبز...وليد
صفرة..!
من سلالة...القمح..!
وخبزُ الشعراء…
ليس من طينة...الخبز..!
من اعتاد...خبزا..!
شَكَت فطنته...من بطنه
فعاش...كثور…
" للدرسِ "..!!
******
وجدان الشاعر...لا يرى
في حواء...كوردة ذاتا
بفستان...!
فعين الجمال...ترى
الفساتين...شفافة...!
والعتمة ليست في الحدس…
أو...النفسِ..!!
******
 
 
 
 
الأشجار بحس ووعي…
وعروق...اتصال…
وتواصل...!
والجذور لا تخفيها عنوة…
فمنهل الروعة ابداعا…
لا نحكمه…
بل يسيل من خوخة الحدس
بلا " زر "...
دون...كبسِ..!!
******
كل" مسوق "...يحتاج
لسائق..!
سوى في حوض الشاعرية..!
عدا في بحيرة العشق..!
التواصل موصل...دون حاجة
لسائق..!
والإبداع كالعشق...لا يعرف
الجناية..!
فعل القلم...لا كفعل…
الفأسِ..!!
******
 
 
 
قطار العشق...كالشعر..!
لا يقف…
وإن توقف…" قطار القلم "..!
تحت حرارة الشمس…
أو " قر " المطر…
فَشَلَّالنا...الداخلي…
دوما...يسري..!
وما يطل علينا...سوى
هباء..!
كثمالة...بكأسِ..!!
******
لا يقف قطار ...شاعر
عند...منعطف..!
تحت زخة المطر…
إلا إذا...جفت مآقيه…
في السر..!
هناك يطل لون الرماد…
كبصمة...نحسِ..!!
******
 
 
 
 
 
 
جنة العابرين...مفعمة
بالمحاريب..!
وعيون أهلها...تهاب النور...!
سكرى...بالتخشع...!
فالورع...عند " الغاوين "...
يطبق على النفس...كالحبسِ..!!
******
أما جنة...الشعراء..!
كالعشاق…
فمورقة...بالإيقاع..!
تراقص الحسون بمقامات
" أورْفِيهْ "...وزرياب..!
مذ ضمنت " غفران " المعري…
و" شفاعة " ابْياتْريسْ…
للسكارى...بأريج النرجسِ..!!
******
 
 
 
 
 
 
 
" أَدَمَةُ " الدخان...كسواد
المزن..!
كحلكة...الليل…
والأرواح المثخنة …
جروحا..!
تحلب الدخان...بدل السحاب
حليبكم...لا يناسب عرسِي..!!
******
رغبات الشعراء...من جنس
رغبات...العشق..!
وكل رغبة...تحلم
بسقاية..!
وندى الشعر...يطل من العيون
دون...جسِّ..!!
******
 
 
 
 
 
 
سنَّام ...الجمل..!
ك" قوقعة " السلحفاة..!
فما يحمي...البطن كشحم
سنام..!
يدفع خطرا...كقوقعة
أو...محارة..!
والكرامة...تفعل بالشاعر
فعل محارة…
دون إشهار...أو همسِ..!!
******
جواب السلحفاة...أوهام
هلوسة المُؤَوِّل..!
والشاعر...كالعاشق من يتذوق
لون ، وعطر ،وطعم البرتقال…
فعين المبدع...كبساط الغروب
لا يستدعي...دخانا..!
بل لوحة برتقالية…
بطعم...الأُنسِ..!!
******
 
 
 
 
الإجاص...شقيق التفاح..!
والفارق…
أن نهد الصبايا...منتصب...!
كإجاصة...!
قبل القضم...!
فلا تسقط أوراقها سوى…
عند بكماء…
ترنحت بجفاف...المسام...!
فسال " الزمان " ضائعا…
كإحساس...عانسِ..!!
******
أوراق الأشجار...لا تنتحر...!
بل تنتفض..!
وانتفاضة...الأوراق للتجديد…
لا للنحيب..!
وما الخريف...سوى
إعداد...لزيارة آذار...!
والعرس...يكتمل بنفض
ما يحتاج...لكَنْسِ..!!
******
 
 
 
 
 
 
 
 
ثقوب … الليل..!
لا ...كثقوب الواهم..!
فسماء الواهم مفعمة بظلال…
ظمأى للضوء..!
أما ليل العشق…
فرغوته...شاعرية..!
تطل من " الثقوب "...
على أنوار...الكُنَّسِ..!!
******
© 2024 - موقع الشعر