معلقة ديوان غامد الهيلا (الجزء الاخير ) - مسفر جمعان الصفا

والشجاعه عز في يوم القتال
لا تكسرت النصال على النصال

تعرف الرجال من أي الرجال
وْتنكشف فيها الرؤس الصاملات

والرخامه دائما قسم الرخوم
كل من يعجز عن فعول القروم

ما ينومس لا بدت قومٍ لقوم
غيبته معْ حضرته متساويات

والنميمه تورث الحقد الدفين
وْما يشرّف نقلها الرجل الفطين

تزرع الشحناء بين المسلمين
وْ كم غدت نفوس باسباب الوشات

والكرم فالرجل من زين الصفات
يرتقي به في رفيعات السمات

مثل ما قد قيل باخبار الروات
الكرم ستر العيوب المنقصات

والبخل هوان ما بعده هوان
عيرة الرجال في سر وعلان

ما يجمّل معْ طويلين اليمان
وْعن فعول الطيب يْديه مكبلات

والوفاء فالرجل من شيم النفوس
يرفع الرجال عن طبع النجوس

الوفاء زرعٍ في القلب مغروس
الوفاء خير الصفات المنجيات

والعقل فالرجل زينه يارجال
يْعز قدره عن كثيرين الجدال

وْيحفظه لا يعوم ببحور الظلال
وْلا يَهْمز مع النفوس الهامزات

والتزام الصمت عن كثر الهروج
خير من هرجٍ عن المعنى يدوج

وْلا يقدّم في فالمواقيف اللجوج
من هروجه للمشاكل مؤقدات

وْحكمة الرجال تبقيه معزوز
وبالرجاحه عن هل الباطل ينوز

اكتساب العرف كنز من الكنوز
راعي الحكمه علومه واردات

وْلا يضيّع راعي الطيب مْعروف
من يقدم خير بالخير مْخلوف

ما ينسى فعل الجميل الا الضعوف
الخبول اهل العقول السامجات

والاشاعه نقلها للرجل عيب
عيب ياروس الرجال وشق جيب

ما يشيع بْعلمها الرجل البيب
وْلا تقبلها العقول الواعيات

والسماحه فالرجل يازينها
لا لفت في وقتها وفي حينها

كم رجالٍ بالذهب شارينها
مكسبٍ لاهل النفوس السامحات

والعيا فالرجل ما ياتي بفود
مايحصل صاحبه ايات زود

صاحبه للحق ما يرقى سنود
ولا تقنّعه الحقوق المقنعات

والغرور الله يكفينا الغرور
شر واعظم شر من بين الشرور

يهزم الرجال لو انه وقور
وْيبشر المغرور دائم بالشمات

والسماجه فالحكي والثرثره
تجمع الرجال باوصاف المره

وْلا يحصّل من وراها مفخره
من يثرثر ما على هْروجه شفات

والضحك فالمجلس بليا سبب
مثل ما قد قيل بامثال العرب

اشهد انه صدق من قلة لادب
وْلا تواطنه العقول الزاكيات

والرّجاله فالرجل عين الصواب
بالتجاره والحِرَفْ والاكتساب

يطلب من فضل الولي منشي السحاب
والغنى بالله ياطلاب الغنات

ما يفيد الطيب من يهوى الكسل
لا نفع نفسه وْلا حقق امل

وْلا اجملوا لابطال معهم ما جمل
وْلا يحصّل من كسله الفايدات

من عجز عن الرجاله في صباه
ما يجي بالفود في تال الحياه

لا بلغ حلّمه ولا حقق مناه
وْلا زمى مع النفوس الزاميات

لكن اللي خير من جمع الفلوس
يستفيد الرجل فالدنيا دروس

ويخلص للرحمن خلّاق النفوس
خير من جمع الامور الفانيات

وحنا في اخر زمان الله يعين
كل يومٍ فيه معضلةٍ تبين

والاقارب بالجفا متناحرين
كل يومٍ به زعل ومهاوشات

القريب اليوم مايبغى القريب
وْيفرح الى شاف به نقصٍ وعيب

وفالمجالس والمحاكم له طليب
وبالخفا يدوّر عليه الحايفات

فالمحاكم والدوائر يشتكيه
حتى لو ما به خطأ يزعل عليه

يْلبّسه بالعار لو انه نزيه
وْكل يومٍ يطلبه فمحاكمات

وده بْذبحه جهار مْن النهار
والا انه ينفيه من كل الديار

ما حسب له اي قيمه واعتبار
وْلا يقبل منه الحقوق المرضيات

وْلا بحثت عْن الحقيقه والصواب
ما لقيت الا كذابٍ من كذاب

وان سألت سْوال ما تلقى جواب
الا تزييف وْ ردى ومخادعات

كل واحد يحْلف وْيقسم يمين
بانه راع الحق والقول المبين

وْلا درست الوضع بالعقل الفطين
تكتشف كل العلوم محرّفات

كلٍ بْكذبه يسمّن حجّته
ما تسمع إلا رغاه وْلجته

يضرب الخد لين تظهر عجته
واكثر هْروجه كذب ومْراوغات

ما يقبل نصيحة اللي ينصحي
وْبالهروج الذارفه ما يستحي

وْما تحصّل منه علمٍ ناجحي
نيته قشرى وْ فعوله نادمات

القرابات المشاكل بينهم
تشتعل نار الفتن بايدينهم

والزحول اهل المعرفه واينهم
ما حدٍ يسمع لهم بمناصحات

زادة النعمه على الناس وْطغوا
وْبعد ما كانوا جميع تْفرقوا

عن بعضهم فالميادين نْزحوا
وْضيّعوا كل الروابط والصلات

كل ربعٍ بينهم حرب ضروس
والطماعه غاية ضْعاف النفوس

النمايم والكذب فيهم تنوس
وْفي بعضهم طاعوا اهل النمنمات

حد وقت الخوف والوقت المجيع
تلقاهم في كل منزالٍ جميع

وْمن نواهم بالردا ما يستطيع
صْفوفهم وقت الطلب متلاحمات

واما في ذالوقت ياكثر النزاع
صار في صف القريبين انصداع

وكل واحد شد عن ربعه وزاع
وْعال من ظمن الجموع العايلات

عن بني عمه نزح بابعد مكان
بيته مطرّف وفي حزمٍ بيان

حتى كل الناس تشّر بالبنان
بان هذا فْلان منصى الظامرات

مشيّدٍ بيته على روس القمم
ويْتفاخر بالذبايح والكرم

ما تكرّم كود في وقت النعم
والا فالماضي ما جاءْ بمجمّلات

في زمان الجوع بيته مدرق
واذا ما ينقص بطيبه ما فرق

واما هذا اليوم للعليا سبق
والقضيه كلبوها مجاملات

يبغي كل الناس دائم تمدحه
لن له غايه وقصد وْمصلحه

اما فيدٍ من ظيوفه يربحه
والا معرفةٍ مع اهل الواسطات

ما يقدم حاجه الا له هدف
والجميل ان قدّمه عدّه سلف

في اساليب الطماعه محترف
وْيقصد من كل الامور مْعاوضات

هذا هو البعض واما البعض غير
دائم اسمه معْ هل الطاله شهير

كاسب الناموس فالوقت العسير
وْبالكرام دائم يدينه منفقات

موقفه لاهل الشيَم ما ينجحد
وبالكرم والطيب ما مثله احد

الكرم له ورث من والد وجد
مكرمينٍ بالسنين المعسرات

وهذا كله سهل يا وجيه الرجال
لكن العلم الذي شفته محال

صار بين الناس فرقه وانحلال
ومثل ما شفت الاوادم شايفات

فيه ياروس النشاما ظاهره
ظاهره ياهل المعرفه قاهره

من سبايبها النواظر ساهره
مذهله ظمن الامور المذهلات

كل من يغضب على ربعه رحل
وْ فارق مْن القوم في لحظة زعل

يْتبرى الفرع من ساس الاصل
وْلا تقنّعه الحلول المجديات

قاطعٍ كل الروابط والصله
ويحسب انه كاسبٍ له مرجله

مادرى ان بعض المعاني مخجله
ومن وراها ما يفيد المرجلات

معْ ابن عمّه لا صار مْنازعه
طلب من كل الجموع تْقاطعه

وان بدا له نب ما يمشي معه
وْفرّق الخامس وزاد المشكلات

رجلٍ بْلا ربع مكسبه الهوان
وْلا له عند الناس مقدارٍ وشان

ما ينال المدح في سر وْعلان
وْلا يفيد مْن العلوم مْشرّفات

ما تجمّلك اليمين بْلا شمال
وْلا يعزك رجلٍ بْليا رجال

حتى لو يملك رصيد وْراس مال
من شنى ربعه عليه ملومات

اشهد ان شقر العصا عيبٍ وعار
عند روس القوم واصحاب الشنار

من بدابه ما يفيد الا الصّغار
لانه قسمٍ للعقول الناقصات

ما يفرّق شمل ربعه غير لاش
ما يجمّل فالمواجه والنقاش

يهدم الجدران ويشب العشاش
الضعيف اللي عزومه فاترات

ينقل النمات ويشب الفتن
كلها عْلومه يقول وقال هنّ

منه ما تسمع كلامٍ له ثمن
وعن فعول الطيب عْزومه شاذيات

من فارق عن ربعه ماحصل حصيل
وْيبقى طول العمر مكسور وْ ذليل

وْلا يجمّل في مواقيف الجميل
وْما يفيد مْن الفعول منومسات

الخبل يسير في صف الخبول
والزحل يمشي مع الروس الزحول

كل شخصٍ له مع اشباهه ميول
وْبعضهم من بعضهم له مصلحات

وفيه ياهل المعرفه عدة امور
تذهل العراف ووساع الصدور

يحير فيها راعي الفكر الخبور
كلها اسباب العقول البايرات

الخوامس بينهم حلّ الفراق
وشبّت النيران في كل النطاق

عايشينٍ في تفراق وْ شقاق
وبينهم في كل يوم مواجهات

كلٍ يسعى للعرافه ويعدي
وده فوق اكتاف ربعه يصعدي

ويتعصب فالردى معه الردي
في علومٍ ما وراها طايلات

راحوا الخامس على عدّة قسوم
وكل مجموعه لهم شيخٍ يزوم

ويتسمّع للمنافق والنموم
وْمعه خْبولٍ فالردى متوالفات

يشجعونه فالعلوم المتربه
وْغير تشتيت الشمل وش مكسبه

وْقام يتعزوى ويفتل فاشنبه
وْسبب ما بين القروم مواجعات

لا قبل حقٍ ولا طاع الشوير
وْلا كسب فودٍ وْلا جاء منه خير

شمل ربعه راح باسبابه نثير
وْحط ربعه في فتن ومنازعات

ما ورى تلب العرافه فائده
كان ما تنقص فلا هي زايده

وْبعضهم ما قصده الا مكايده
وده بين القوم يحدث تفرقات

ينقهر لا شافهم متجمعين
وْيفرح الى شافهم متزاعلين

وده يْفرقهم ايسار وْ يمين
وْكل يومٍ في زعل ومناقشات

وان حضر معهم علومه ما تسر
كلها كذْب وْتملاق وْغدر

وْينبث عْلومٍ له سْنين وْدهر
وْبينهم سبب فتن ومصادمات

والعرافه امرها والله بسيط
لو مشاكلها كما امواج المحيط

لكن بعض الناس بامره مايحيط
وْما يقدّم من دعاوي باطلات

العرافه غيرها علمٍ يزود
الشياخه تاسر قْلوب الفهود

كلٍ جمّع له محبين وْ جنود
وجاءْ يعن خيول حربه فازعات

جاءْ يجر البشت ويشيل الختم
والشياخه ما له منها الا الاسم

لا شهامه لا زعامه لا كرم
لا كسب طيبٍ ولا جاء بحسنات

لو معه ختمٍ كما خُف الذلول
ما يعلي قيمة النذل الهتول

ما يحوز الطيب في فعلٍ وقول
وْلا له في كسب الجميل مساهمات

الشياخه يالربع تبغي رجل
رجل يضرب به في القوم المثل

بالفراسه والسياسه والعدل
وْله مع ربعه مواقف زاهيات

معهم الى من دعى الداعي حضر
وْعن وعدهم ما يغيب ويعتذر

وْبإسمهم بين القبايل يفتخر
وْهم حزامه فالامور المكلفات

يْتواضع للكبير وْللصّغير
وْلا يطاوع فيهم النذل الحقير

وان دعى الميقاف فاليوم العسير
لا حضر حل الامور المكربات

بينهم لا من وجد له مشكله
حلها مهما تكون المعضله

ما يقفّي والجمال محمّله
وْدايم يْجي بالحلول المنصفات

ما احد عنده فاليمين وْفالشمال
كلهم عنده سوى في كل حال

وْلا حكم حكمه على ربعه عدال
وْلا يميل مْع النفوس المايلات

ما يجامل معْ هذا والا هذاه
وينصح المخطي الى اخطا عن خطاه

وْمن تمادى فالخطا والا عصاه
يكسره كسر الغصون اللينات

وْعن بني عمّه بماله ما يشح
وْبالكرم والطيب قلبه منشرح

يقدّم الكرمات ويفيد المدح
وْمجلسه فيه الدلال مهيلات

ما يصك الباب من دون الضيوف
وْلا يشح بْفعل طيبٍ ومعروف

مزبن اللي ضده الوقت بْكلوف
والفعايل بالجميل مْتوّجات

يْساعد المحتاج ويزور المريض
وْلايوري ربعه الوجه البغيض

وْللعلوم الغانمه دايم حظيظ
وْنفعاته دايم لربعه والمات

لا بداه النّب في بعض العلوم
ما يكثّر فالعتاب وْ لا يلوم

وْ لا يْتسمّع للمنافق والنموم
وْ لا يطيع اهل العلوم الهاملات

لا احتاجه رفيقه بْيوم الطلب
ما يبيّن فيه عيب وْ لا يسب

وْلا يجمّع له خطايا ويحسب
و يْحاول يلقي عليه اللائمات

الا ياقف معه ويشد الحزام
بالرجال وْبالريال وْبالحسام

يجلى عنه الظيم ويزيل الظلام
ويرسي له مرسى الجبال العاليات

هذا هوْ الشيخ ياشباه الشيوخ
مجلسه عامر وزيزوم وْطنوخ

شيمه وْقيمه وْنوماس وْشموخ
ما هي ختم ولبس بشت وْبهرجات

وْ لا يقود القوم من طبعه حقود
اللي لا حان الطلب ما منه فود

مْجمّع الغلطات من نقصٍ وزود
ومن تسمّع للعلوم الدانيات

ومثل ما قالوا هل الراي الدليل
ما يروس القوم رجالٍ بخيل

البخيل يْموت ما فاد الجميل
وْلا له في فعل الجميل مشاركات

ما ينومس ربعه الى من بدا
وْعن مواقيف النواميس يْحدا

الزهاده فالزهيد تزهدا
وْعن فعول الطيب عْزومه باركات

وْنحمد الله جل شانه في علاه
واحدٍ ما خاب مخلوقٍ رجاه

العظيم اللي تعالى في سماه
كافل ارزاق الطيور الحايمات

كلنا شيوخ في ظل الملوك
في جميع بْلادنا ما به ضنوك

بالعدل ما في عدالتهم شكوك
من حسانيهم علينا ضافيات

خلّوا الراعي كما شيخ الشمل
ما يهاب وْ لا يكل وْ لا يمل

وْفالشدابد معتنز على جبل
امن وامان وْ غنى ومرتبات

ال سعود اهل الوفاء واهل الكمال
بْطيبهم معْ شعبهم يُضرب مثال

بالشريعه حكمهم في كل حال
وْلا استمعنا اهل العلوم الهادمات

نجدد البيعه لهم في كل حين
طايعين وْ صادقين وْ مخلصين

طاعتهم في شرعنا واجب ودين
والقلوب بْحبهم متعلقات

والصفا يقول في مسك الختام
المعذره و السموحة ياكرام

ارفعوا عني مشاريه الملام
كان مني نقص ياهل الوافيات

ماني بْكامل ولله الكمال
المحيط بْكل شيٍ ذوالجلال

العليم اللي ما يخفاه أي حال
النزيه بْكل الاسماءْ والصفات

واحمدلله واشكره شكراً الجزيل
العظيم الخالق الفرد الجليل

خالق الاجيال جيلاً بعد جيل
محيي عْظام العباد الهامدات

والصّلاه عْلى محمد والسلام
الرسول الهادي الشهم الامام

في بدايتها وفي مسك الختام
عدّ همسات العيون المرمشات

وعدّ ايات الكون واوراق الشجر
وعدّ حب الرمل ورشاش المطر

وعدّ من حج المشاعر واعتمر
وعدّ ما فالبحر سفنٍ جاريات

© 2024 - موقع الشعر