زَمَنُ الأَفَاعِي

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الحكمه والنصح، 540، آخر تحديث

زَمَنُ الأَفَاعِي - أشرف السيد الصباغ

فِي كُلِّ أَمْرٍ لِلْمُهَيْمِنِ حِكْمَةُ
وَالصَّبْرُ فِي كُلِّ الشَّرَائِعِ نِعْمَةُ

فَإِذَا رَمَاكَ الظُّلْمُ سَهْمَ مَنِيَّةٍ
كُلُّ المَصَائِبِ دُونَ دِينِكَ نَسْمَةُ

لَا تَجْزَعَنَّ إِذَا تَرَاكَمَتِ المِحَنْ
إِنَّ الثَّبَاتَ عَلَى الفَضَائِلِ عِصْمَةُ

طُوبَى لِعَبْدٍ لَا تَنَامُ جُفُونُهُ
تَسْمُو بِهِ صَوْبَ المَعَالِي هِمَّةُ

وَالحِقْدُ دَاءٌ فِي القُلُوبِ بِنَارِهِ
يُكْوَى الخَلائِقُ وَالحَوَادِثُ جَمَّةُ

إِنْ كُنْتَ تَقْضِي فِي الخُصُومِ فَلَا تَحِدْ
مَنْ حَادَ عَنْ حَقٍّ عَلَتْهُ مَذَمَّةُ

وَالعَدْلُ إِنْ يُذْبَحْ بِسِكِّينٍ فَلَنْ
تُرْعَى الحُقُوقُ وَتُسْتَبَاحُ الحُرْمَةُ

وَالصَّبْرُ سَمْتٌ فِي الكِرَامِ بِحِكْمَةٍ
وَالحِلْمُ فِي زَمَنِ الأَفَاعِي تُهْمَةُ

فَإِذَا أَلَمَّتْ بِالعِبَادِ مُصِيبَةٌ
تَقْسُو القُلُوبُ فَلَيْسَ فِيهَا رَحْمَةُ

وَرَأَيْتُ مَظْلُومًا يَمُوتُ مُقَيَّدًا
وَاللَّيْلُ يَشْهَدُ وَالنُّجُومُ بَهِيمَةُ

هَتَفَ النُّعَاةُ وَفِي الجَوَانِحِ حُرْقَةٌ
مَاتَ الوَفَاءُ مَتَى تَزُولُ الغُمَّةُ؟

يَرْجُو لَهُ رَوْضُ السَّجَايَا جَنَّةً
فِي قَبْرِهِ مَا القَبْرُ إِلَّا نَوْمَةُ

وَاسْمَعْ إِلَى صَوْتِ المَنَايَا فِي الفَلَا
تَسْعَى بِهِ نَحْوَ المَظَالِمِ عَزْمَةُ

إِنْ كُنْتَ تَرْجُو فِي الحَيَاةِ مَهَابَةً
شُدَّ الوَثَاقَ لِتَسْتَكِينَ الأُمَّةُ

إِنْ كَانَ قَلْبُكَ لَا يُقَاوِمُ شَوْكَةً
كَيْفَ السَّبِيلُ إِذَا اعْتَرَتْكَ مُلِمَّةُ؟

أَيَّامُنَا دُوَلٌ فَيَوْمُ مُصِيبَةٍ
وَتَزُولُ يَوْمًا لَا مَحَالَةَ أَزْمَةُ

إِنَّ الحَيَاةَ كَظِلِّ فَيْءٍ يَنْقَضِي
وَالحَقُّ نُورٌ وَالظُّلامَةُ ظُلْمَةُ

يَوْمُ القِيَامَةِ لِلْمَظَالِمِ مَسْرَحٌ
لَيْسَ النَّجَاةُ لِمَنْ عَلَيْهِ خُصُومَةُ

لَا أَقْتَفِي نَهْجَ الَّذِي لَا يَهْتَدِي
فَالأَنْبِيَاءُ لَهُمْ عَلَيْنَا ذِمَّةُ

عِشْ مَا تَشَاءُ مُنَعَّمًا أَوْ مُرْغَمًا
لَا تَسْتَوِي نِعَمُ الحَيَاةِ وَنِقْمَةُ

شعر / أشرف السيد الصباغ
© 2024 - موقع الشعر