شذرات العشق الستون الجزء الأول - عبد المجيد مومر الزيراوي

شذراتُ العِشْقِ السِتُّون ( الجزء الأول )
 
قَبْلَ البَدْءِ :
 
وُجُودِي فِي الحَيَاةِ
خَلْقٌ
بِمُسَمَّى عَلَمِ ..
وُجُودِي فَوْقَ الأرْضِ،
هُبُوطٌ
بِمَذاقِ ندَمِ ..
وُجودي معَ الحُبِّ
إِحَسَاسُ
حَوَّاءَ بِقَلْبِ آدَمِ ..
أنا المنُحَدِرُ
من سُلالَة الحُب
أقولُ جازِمًا :
وُجودِي معكِ،
قُبْلة الوِلادَة ..
وُجُودُكِ مَعِي،
كلِماتُ شِفاءٍ وَ بَلْسَمِ ..
فَسُبحان رَبّ الوُجود،
رَبّ كُّل شَيْءٍ
قَبْلَ و بَعْدَ القِدَمِ ..
الله رَبّ الحُبّ،
وَهَّابُ كُلِّ النِّعَمِ ..
 
1-القِصَّةُ الكَامِلَة :
 
دُونَ نُقْطةٍ أو فَاصِلَةٍ ..
دونَ هَمْزَةٍ
بيْني و بَيْنَكُم وَاصِلَةٍ..
دونَ نَزْوَةٍ
مُنْقَضِيةِ اللَّذَةِ زَائِلَةٍ ..
أَبوحُ بِالقِصَّةِ
نَاقِصَةً فِي السِّيرَة
فِي الفَتَاوَى شِبْهُ كَامِلَةٍ ..
عَنِ العَقْلِ
عَنِ الأَمَلِ
عَنِ القَلْبِ
عَنِ الحُبِّ
عَنِ الرُّوحِ
يَقُولُونَ أَنَّ :
جُرْعَة غَرَامِي
جُرْعَةٌ من فَصِيلَةٍ قَاتِلَةٍ..
أَسْرِعِي .. نَاوِلِينِي
قُبْلَةَ الدَّواءِ
مِنْ تِرْيَاقِ شَفَتَيْكِ
قَبْلَ أَنْ أَصِيرَ
مُرَادِفَ جُثَّةٍ ذَابِلَةٍ..
يا سَيِّدَةَ النِّسَاءِ
أَ يَا فَاتِنَتِي
أَنْتِ الجميلة و ضِعْفُ عَاقِلَةٍ ..
 
2-زَعِيمُ الحُبِّ
 
زَعِيم الحُبِّ .. أَنَا،
كُلُّ الهُتافَاتِ لاَ تَكْفِي
شَعْبِيتِي :
حَدَاثَةُ الغَرَام ..
لِشُيُوخِ "الجَمَاعَة"
مَا هُمْ بهِ يَفْتُون،
وَ لِلْمَفْتُون
" فتْوى الغَرَامِ "
أَوْ لاَ يَكُون ،
زَعِيمُ الحُبِّ .. أنَا ،
زَعَامَتِي مَحَبَّةُ السَّلامِ..
حَبِيبَتِي ؛
لا تَسْأَلِينِي عَن الغِيَّاب ؟
القَلْبُ أنْتِ
الجَسَدُ إِنْ غَابَ :
يَصِيرُ الحُضُور
نَسِيجُ حُرُوفِ الكَلَامِ..
حَبِيبَتِي :
لاَ تحْتَاري !
الحُبُّ ثَوْرَةٌ
تَهُزُّ عَرْشَ الذُّكُورَةِ،
تَهُزُّ عَقْلَ الأُنُوثَة،
الفِعْلُ وَ الإِنْفِعَالُ
إِنْصِهَار بِكُلِّ طَوَاعِيّة
مَا أَجْمَلَهُ مِنْ مَقَام..
حَبِيبَتِي :
نَعَم أُحِبُّكِ أَنْتِ ،
كَأَنِّي بِي أَسْقِي
الخَيَالَ بِالمَاءِ ،
أُغَنِّي كَلِمَاتِي :
كَلِمَاتٌ لَيْسَتْ كَالكَلِمَاتِ..
أَعُودُ لِقَلَمِي ؛
القَافُ : قِمَّةُ الإِرْتِقَاءِ ،
اللاَّمُ : لَازِمَةُ البَقَاءِ ،
المِيمُ : مَقَامُ العُقَلاَءِ ،
أَنْتَظِرُ قَصِيدَتِي ،
أُرَاقِصُ ثَغْرَكِ
بِأَحْلَى الرَّقَصَاتِ ..
 
3-إِنْتِصَارُ ذَوْقِي
 
أَنْتِ .. نَعَمْ أَنْتِ
أَنْتِ الذَّوْقُ وَالعِشْقُ مَعًا!
مَشَاعِرُ قَلْبِي
تَسْحَبُنِي مِنِّي إِلَيْكِ ،
أَعِيشُ خَارِجَ المَّجَرَّةِ ،
خَيَالِي هذا جِدُّ فَسِيحٍ
عَلَى سَطْحِ كَوْكَبِي !
ذَوْقِي أَمَامِي
لاَ .. لاَ غَيْرُ صَحِيحٍ
أَنَا الذِي خَلْفَهُ
حَبِيبَتِي :
لَذَّةُ القَلَمِ ،
مِيلاَدُ حُرُوفٍ تُعَلِّمُنِي
مَعْنَى أَنْ أَكْتُبَنِي ،
أنَاقَتِي ؟
رُجُولَتِي ؟
تَحْفِيزٌ مِنْ عِشْقِكِ
إِنْسَانِيَّتِي ؟
بِذَوْقِك السامي أُلاَمِسُهَا،
إِنْتِصَارُ ذَوْقِي
مَذَاقُ إِبْتِسامَتَكِ ..
فَلْتَسْقُطْ فَتْوَى الجَمَاعَة
ذَوْقِي هَذا ثَائِرٌ !
بَيْن الفِعْلِ وَ نَقِيضِهِ
عِشْقِي هَذا غَائِرٌ !
جَوَابِي دُونَ سُؤَال ،
نَعَمْ : بِحَوْزَتِي البَدِيل ،
إِخْتَرْتُ أَنْ أَسْكُبَ
فِي القَلْب نَبْضَهُ ،
إخْترْتُ أنْ أَسْكُبَ
في العَقْل فِكْرَهُ،
حَتَّى إِنْ جَالَسْتِنِي
سَأُسْمِعُكِ تَراتيلَ الحَرْفِ
دُونَ كَثْرَةِ قِيلٍ ،
دُونَ كَثْرَةِ قَالِ..
سَتَجِدينَ حُروفَ القَلمِ
ثابِتَةً رَغْمَ زَلاَّتِ القَدمِ
فوْقَ أَرْضٍ فانِيَّةٍ
رَغْمَ كُنُوزِ الخَيَالِ....
 
4-عِطْرُ الإِثَارَةِ
 
عِطْرٌ مُثِيرٌ
هَذا أَرِيجُ
وَرْدَةِ حَيَاتِي ..
لَيْسَ العِطْر
إلاَّ نَسِيم الهَوى
الجَذاَّبِ ..
لَيْسَتِ الإِثارَةُ
إلاَّ أُنُوثَة
لاَ تَجودُ بِالجَوابِ ..
لَيْسَ العِشْق
إلاَّ غُرْبَة سَفَرٍ
نَحْوَ عِلْمِ الأَسْبَابِ ..
أَسْتَبْشِرُ خَيْرًا ،
سَمَاءٌ تُمْطِرُ ،
تُرْبَةٌ سَتُزْهِرُ ،
أُريدُكِ أَنْتِ ،
هَكَذا النَّتيجَةُ
عِنْدَ فِعْلِ الذَّهَابِ ..
عِنْدَ فِعْلِ الإِيَّابِ ..
عِطْرُكِ حَقًّا مُثِيرٌ
يا أَغْلَى الأَحْبَابِ ..
 
5-سُمُوُّ الرُّوحِ
 
تَعَلمْتُ الحُبَّ
في جامِعَةِ الأيَّامِ ..
اسْتَوْعَبْتُ الفَرْقَ
بيْنَ الحَقيقةِ وَالأوْهامِ ..
جَرَّبْتُ
مَعْنَى الوَاقِعِ
بِلاَ تَفْريطٍ في الأَحْلامِ ..
الآنَ قَرَّرْتُ :
سَأَتَّجِهُ واثِقًا
بِمَشيئَة السَّلاِمِ ..
أَدْرَكْتُ أَنَّ الحُبَّ
فَوْقَ الشَّهْوَة ،
فَوْقَ لَغْوِ الكَلاَمِ ..
جاءَتْ شَهَادَتِي
سُمُوُّ الرُّوحِ
فِي سَبيلِ
إِحْلاَلِ نُبْلِ الغَرامِ ..
 
6-سِرُّ الانْطِلاَقِ
 
أُحِبُّ هَذا العِنَاقَ ،
لِقاءُ حَبيبَتِي
بَعْدَ مُغازَلاتِ الصُّوَرِ،
بَعْدَ زَمَنِ الفرَاقِ ..
عَيْناكِ رَاحَتِي
مِنْ تَعَبِ الاشْتِيَاقِ ..
ضُمِّينِي ،
إِمْتَلِكِي قُبُلاتي ،
أَخْبِرِينِي :
هَلْ أعْجَبَكِ طعم المَذَاق؟
لا تَلُومِيني
العَاشِقُ لا يُلامُ
عِنْدَ شَوْقِ الاحتِرَاقِ ..
أُحِبُّكِ أَنْتِ ،
يا روحِي السَّاكِنَة ،
أنتِ الحُبُّ وَ الحُلُمُ مَعًا
أنتِ سِرُّ الانْطِلاقِ ..
 
7-لَكِ الدَّلالُ
 
لَكِ الدَّلاَلُ بِالدَّلاَلِ ..
لَكِ القَلْبُ يَنْبُضُ ،
لَكِ نَعْتُ الجَمالِ ..
لكِ رُوحٌ تَبْحَثُ
عَنْ قَرينِهَا الحَلاَلِ ..
لَكِ .. أَنا،
أنَا .. لَكِ
بِكُلِّ وَاقِعٍ مَعَ خَيَالِ ..
لَكِ الفَرَحُ يَدُق،
إِفْتَحي نَوَافِذَ العُمْق
دُونَ إِكْثَارِ الإِنْشِغَالِ ..
لَكِ عِشْقٌ غَيْرُ مَمْنُوعٍ،
أَنْتِ غَرامِي ..
لَا تَتَرَدَّدي
عِنْدَ طَرْحِ السُّؤَالِ ..
أَهِيمُ في دُروبِ قَلْبِكِ ،
سَأَضِلُّ الطَّريقَ ،
سَأَظَلُّ الرَّفيقَ ،
لَعَلِّي ذَاتَ لَحْظَةٍ
أُصْبِحُ صَحيحَ الإِحْتِمَالِ..
 
8- أَكْتُبُ لَكِ
 
أَكْتبُ لَكِ
وَصْفَ عَقْلِي
لِصورَةِ حُبِّي ..
أكْتُب لَكِ
شِفْراتٍ سِرِّيَّةٍ
تَفْتَحُ مِلفَّاتِ قَلْبِي ..
أَكْتُبُ لَكِ
حُروفَ الحَيَاةِ
الحَيَاةُ خِزَانَةُ كُتُبِي ..
أَكْتُبُ لَكِ
تَجَارِبَ الزَّمَنِ
بِأَنَامِلِ تَعَبِي ..
أَكْتُبُ لَكِ
هَذَا الصَّبْرُ؟
هَذَا الطُّمُوحُ؟
هَذِهِ الثِّقَةُ
أَسْلِحَةُ دَرْبِي ..
أَكُتُبُ لَكِ سُؤالاً
هَلْ أَتاكِ القَصيدُ
بِقُوَّةَ جَذْبِي؟! ..
أَرْسُمُ سِيرَةَ حُبِّي
أَنَا أَكْتُبُ عَنْكِ
بِرُمُوشِ عَيْنَيْكِ
هَذا الحُبُّ لَيْسَ ذَنْبِي ،
هَذا الحُبُّ هِبَةُ رَبِّي ..
 
9- القَدَرُ المَسْرُورُ
 
قدْ يَكونُ
العَيْبُ في الغُرُورِ ..
بَلِ العيْبُ واضحٌ
عِنْد أرْقامٍ مادِيةٍ ،
هذا واقِعُ الأُمُورِ..
يَقولُونَ عَيْبي الحُريَّة ؟
أنتِ نَقيضُها بِالمَسْتُورِ ..
يَقُولونَ عَيْبي الكَرامَة ؟
يَا لَعَيْبِيَ المَشْكورِ ..
يقولونَ عَيْبي التَّحَدِّي ؟
أَنا أَسْتَفْتي قَلْبِي
النَّابِضَ المَنْصورِ..
يَقولونَ عَيْبِي الحُبُّ ،
هُوَ الحُبُّ لَيْسَ عَيْبِي
إِنِّي أَراهُ قَدَرِي !
يَا لَقَدَرِي المَسْرُور ..
 
10- عُنْوانُ المِيعَادِ
 
أيَّتُهَا الغالِيَّة :
أَسْعَدَكِ اللهُ
بِنورٍ يَمْحي
ظُلْمَةَ السَّوادِ ..
أيَّتُهَا الغالِيَّة :
أنا عَاشِقٌ أَحْمَرٌ
قَصائِدي غَزَلٌ
أَبْيَضُ المِدادِ ..
أيَّتُهَا الغالِيَّة :
أَنا رَجُلٌ
يُنادِيكِ أنْتِ ،
سَنَواتٌ خَلَتْ
لِقاؤُكِ كُتَلٌ
مِنْ لَوْنِ الرَّمَادِ ..
أيَّتُهَا الغالِيَّة :
أَقِفُ أَمَامَ
عَتَبَةِ الحُبِّ،
أمْشِي دَاخِلَ
شَرايِينِ القَلْبِ،
أَعْبُرُ نَفَقَ الدَّقاتِ
المُوصِلِ إلَيْكِ،
كَيْ أجِدَكِ ؟
كَيْ أكْتُبَ ؟
عُنْوانَ المِيعَادِ ..
 
11- الحُلُمُ الأَوَّلُ
 
رَأيْتُ البارِحَةَ حُلُمًا ..
رَأيْتُ صُورَتِي
عِنْدَ الأَرْبَعينَ يَوْمًا ..
نَعَمْ ؛
فَوْقَ الغِلاَفِ
وَضَعَتْنِي الحَبِيبَةُ!
بَاتَتْ صُورَتِي رَقْمًا ..
هَمْهَمَتْ حَبيبَتي
قَالَتْ أُحِبُّكَ ،
مَعَ اليَاسَمِينِ
سَتَصيرُ نجْمًا ..
قُلْتُ يا حَبيبَتي:
أنتِ شَمْسُ النَّجْماتِ
شَكْلاً ،
مَضْمونًا،
وَ إِسْمًا..
أَنَا
بيْنَ مَدِّ وَ جَزْرِ القلَمِ،
أَنَا
بيْنَ ضِيقِ الواقِعِ
وَ سعَةِ الخَيَالِ ،
أنا أُحِبُّكِ أَنْتِ
واقِعًا أو حُلُمًا ..
أنا أُحِبُّكِ أَنْتِ
وَحْدَكِ وَ دَوْمًا ..
 
12- الحُلُمُ الثَّانِي
 
تَحْتَ الياسَمينِ ..
هذا الحُلُمُ يَعْزِفُ
لَحْنَ الأُغْنِيَّةِ..
كلِمَاتُهَا أزْهارُ
الحُبٍّ البَرِّيَّةِ..
إنِّي أَرَاها تَتَفتَّحُ ،
هَذِه رُموشُ عَينَيْكِ ..
حَبيبَتي :
الشِّفَاهُ الجَّافَّةُ
لا زالَتْ تَنتَظِرُ ..
أيَّتُها الرَّقيقَة:
إِرْحَميها بِالقَليلِ
مِنْ مِياهِ القُبَلِ ..
طَبْعاً ، تُثيرُني
لاَ أَرْفُضُ تَهْيِيجَ الأَمَلِ..
حُلُمِي لا يَقْبَلُ التَّأْوِيلَ ،
إنَّهُ حُلُمٌ تَحْتَ الياسَمينِ
" في اللَّيْلِ" ..
 
13- نَكْهَةُ حَيَاةٍ
 
عَادَاتِي ..
مِيزَةُ رَجُلٍ ،
نَكهَةُ حَياةٍ ..
عنْد كُلِّ صُبْحٍ ؛
أَسْتَعيدُ الفَرَحَ .
أَسْتَيْقِظُ ،
أَرَى المُهِمَّةَ تَنْتَظِرُني ..
أفَكِّرُ في حَبيبَتي
أَجِدُهَا فَلا أَجِدُنِي..
مَنْخورَ القِوَى
بَيْنَ الأَمَلِ وَ الأَلَمِ ..
أَكْتَشِفُ خَيالِي
حَيًّا يُرْزَقُ..
أُحِبُّ وَ لَا ألْعَبُ ..
أَرى النَّاسَ ،
أَرَى الحَبيبَة ليْسَتْ بَيْنهُم..
اخْتِياري صُورَةٌ
لَسْتُ أَجِدُها مَعَهُم..
هذَا .. أَنَا
مَهْمَا تَغيَّرْتُ
الحُبُّ مِيزَتِي ،
التَّأَمُّلُ وَسِيلَتِي ،
أَنْتِ الغائِبَةُ
أَنْتِ حَبيبَتِي ..
 
14- صَفَاءُ القَلْبِ
 
يَقولونَ أنَّ
الحُبَّ رَغْبَةٌ مَادِّيَّةٌ،
حُبُّ التَملُّكِ وَ الامْتِلاَكِ ..
يَقولونَ أَنَّ
الحُبَّ تَفِريغُ شَهْوَةٍ
عِنْدَ ذِرْوَةِ الاحْتِكَاكِ ..
مَهْلاً .. مَهْلاً
يا شُيوخَ "الجماعة":
أَنْتُم تَصِفونَ
غَريزَةَ الاسْتِهْلاَكِ !!!
هُوَ الحُبُّ
لَيْسَ صَفْقَةً
بَيْنَ مَمْلوكٍ وَ ملاَّكِ ..
هُوَ الحُبُّ
صَفاءُ القَلْبِ
مِن أَنانِيَّةِ الهَلاكِ ..
عِنْدَ البُعْدِ :
شِعْرُهُ حِكْمَةٌ
عند القُرْبِ :
تَفاعُلٌ إنْسانِي
بِمُنْتَهَى الإِرْتِبَاكِ ..
 
15- كُنْتُ
 
كنْتُ أَخافُ البُعْدَ ..
قَبْلَ أَنْ أدْمِنَ
مُتْعَةَ الشَّوْقِ ..
ثُمَّ أَنْطَلِقُ
مِنْ حَيْثُ بَدأْتُ..
كُنْتُ أَخافُ الغِيَّابَ ..
قَبْلَ أَن أَسْتَوْعِبَ
حِكْمَةَ الحِيرَةِ
خلْفَ أَسْوارِ الصُّورِ..
كنْتُ أَخافُ الأَلَمَ
قبْلَ أنْ أُدْرِكَ
حُجَّةَ الوَداعِ ،
فَالرَّحيلُ قَريبٌ دائِمًا..
كنْتُ أَخَافُ
إِسْتِسْلاَمَ قَلْبِي ..
صِرْتُ الآنَ ،
أَخافُ فُضولَ قَلْبِكِ..
مَا أَرْوَعَهُ عِشْقُ
اليَاسَمينِ ..
 
16- نَوْمٌ هَادِئٌ
 
أَنَا وَ اللَّيْلُ
يُؤْنِسُني ..
هذِه ظُلْمَةٌ
تَسْأَلُنِي ..
عَنِ الفَرَحِ ؟
عَنِ السُّرورِ ؟
عَنِ الحُزْنِ ؟
عَنِ النُّورِ !
كَيْفَ يَعْرِفُنِي ؟
عَنِ الحُرِيَّة ..
كَيْفَ تُسْعِدُنِي ؟
عَنْ حَبيبَتي ..
كَيْفَ تَتَوَهَّمُنِي ؟
عَنِ النِّسْيَانِ ..
كَيْفَ يَتَذَكَّرُنِي ؟
نَوْمٌ هادِئٌ ،
هَمُّ الأَسْئِلَةِ لَا يُؤْرِقُنِي !
تُصْبِحُونَ عَلَى حُبٍّ ،
فَلاَ خَيْرَ فِي قلُوبٍ
لاَ تَتَفَتَّحُ!
 
17- صَوْتٌ إمرأة
 
ثَمَانِيَّةٌ مِنَ الأَرْقَامِ الزَّمَنِيَّة،
أُغَنِّي حَتَّى أَرْقُصَ
أَحْتَفِلُ بِالمَرْأَة الرُّومَانْسِيَّة،
أَسْمعُهَا..
إِنِّي لِصَوْتِهَا سَامِعٌ؛
صَوْتُ حَبِيبَتِي
عُنْفَوَانُ النِّسَاءِ الحَرَائِرِ…
أنَا مَعَ صَوْتِ حَبِيبَتِي
الحُقُوقُ مُنَاصَفَة!
كَرَامَةُ الأنُوثَةِ
تُخَاطِبُ ضَمِيرَ الضَّمَائِرِ..
أَقُولُ لِحَبِيبَتي:
أَنَا أَعْتَرِفُ
بِمُنْتَهَى الحُرِّيَّة،
رِفْقًا بِي.. رِفْقًا بِي
كَيْفَ يُرْضِيكِ فقط ؟؟؟
نِصْفُ قَلْبِي!
خُذِي كُلَّ قَلْبِي…
قَلْبِي أَحْمَرٌ نادر،
تَاللهِ وَباللهِ
أَنْتِ أَكْرَمُ الجَوَاهِرِ ..
أَرْفَعُ قَلَمِي؛
أَعْتَرِفُ مِنْ جَدِيد:
أنْتِ أَغْلَى مِنْ هَذِه التَّسْوِيَّة
أَنْتِ كُلِّي!
كُلُّ الإِحْتِرَامِ لكِ مِنِّي؛
عِنْدَ بَوْحِ البَاطِن
عِنْدَ حُرُوفِ الهُيَامِ الظَّاهِرِ..
يَا أَيَّتُهَا الغَالِيَّة:
إِرْفَعِي صَوْتَكِ
أنتِ سَيِّدَةُ النِّسَاء ..
إِفْتَحِي عَيْنَيْكِ
إِنَّهَا نَبْعُ الحَيَاء ..
صوتُكِ .. صَوْتِي
كيف يَرْفُضُني ” مُفْتِي الجَمَاعَة” ؟
عَدُوِّي شيطانٌ رجيمٌ!
لَيْسَ العَدُوّ حَبِيبَتِي
صاحِبةُ الصَّوتِ الطَّاهِرِ ..
فَوْقَ الخُدُودِ إسْتِحْيَاءٌ،
أَظُنُّكِ مُتَقَدِّمَةً قَادِمَة،
أَظُنُّ لَمْسَتَكِ جِدُّ نَاعِمَةٌ،
هَذا القَلْبُ وَلْهَان،
و تَبْقَى العُقُولُ نَوْعَان،
الفَلْسَفَةُ هِوَايَة !
الحُبُّ إِحْتِراف الحِكْمَة ؛
الحُبُّ نُورُ هَدْيِ البَصائِرِ …
لِمَنْ سَتُغَنِّي حَبِيبَتِي؟
سُؤَالٌ وَ جَوَابُهُ : أَنَا
آهٍ … ثُم آهٍ
مِنْ هَوَى هَذِهِ الأَنَا!
فَلْتُغَنِّي يا حَبِيبَتِي:
فَلْتَسْقُط “فتوى الجماعة”
ولَسَوْفَ يَحْيَا نُبْلُ المَشَاعِرِ…
 
18- قَدْ أَكُونُ
 
حَبِيبَتِي :
أَحْمِلُ هَمَّ الحُلُم
بِكُلِّ أَريحِيَّةٍ ..
قَدْ أكُونُ الغَرِيبَ
مَجْهُولَ الهُوِّيَّةِ ..
قَدْ أكُونُ
عَابِرَ سَبِيلٍ
فِي دُرُوبِ الحَيَاةِ
المَادِيَّةِ ..
قَدْ لاَ تَطْمَئِّينَ
أَمَامَ غُمُوضِ الشَّخْصِيَّةِ..
قَدْ لاَ تُعْجِبُكِ :
تَرَاتِيلُ قَلْبِي
الغَرَامِيَّةِ ..
لَكِنْ !
أَ وَلَيْسَ الحُبُّ سَبِيلاً
نَحْوَ أَسْمَى المَرَاتِبِ
الإِنْسَانِيَّةِ ؟ ..
أَسْتَمِرُّ في حُبِّكِ
بِكَامِلِ الحُرِّيَّةِ ..
 
19- إِعْتِرَافَاتٌ
 
كَيْفَ لِي
الصَّبْرُ عَلَى بُعْدِكِ ؟
نَسِيتُ ..
تَالله مَا نَسِيتُ..
أَعْتَرِفُ أَنِّي
أَعْشَقُ سَمَاعَ
صَوْتِكِ ..
أَعْتَرِفُ أَنِّي
أَشْتَاقُ لِعِنَاقِ
فِكْرِكِ ..؟؟؟
أَعْتَرفُ أَيُّتَهَا الغَالِيَّة:
أنَا لَسْتُ اِنْتِحَارِيًّا ،
أنَا لَسْتُ ضِدَّكِ ..
أَعْتَرِفُ أَنَّ
لَهْفَةَ قَلْبِي
تَفُوقُ رُؤْيَا نَوْمِكِ ..
أَعْتَرِفُ أَنِّي
فَقَطْ أُحِبُّكِ ..
بَعْدَ مُرَافَعَةِ القُبَلِ
أَنْتَظِرُ حُكْمَكِ ..
 
20- وَحْدِي أَنَا
 
كُلُّ الأَوْرَاقِ تَبَعْثَرَتْ ..
كُلُّ الأَخْبَارِ تَشَابَهَتْ ..
وَحْدِي .. أَنَا
صُورَتُكِ تُحَاصِرُ
أَفْكَارِي ..
وَحْدِي .. أَنَا
لَيْلُكِ سَفَرُ
أَشْعَارِي ..
وَحْدِي .. أَنَا
شَوْقُكِ عَاجِلُ
أَخْبَارِي ..
وَحْدِي .. أَنَا
أَجِدُ لَكِ الأَعْذَارَ ،
هَلْ تَقْبَلِينَ أَعْذَارِي؟
تَوَقَّفَتِ الرَّسَائِلُ
عِنْدَ بَدِيعِ التَّعْبِيرِ ،
إِنْتَفَضَ صِدْقِي ،
أَصْبَحَ الحُبُّ
غَنِيمَةَ انْتِصَارِي ..
يَا أَيَّتُهَا الغَالِيَّة :
كَيْفَ أَرْحَلُ ؟!
لاَ .. لاَ
أَنَا المُسْتَمِرُّ
مَعَ جَمِيلِ عِشْقِي
مَعَ سَبْقِ إِصْرَارِي . .
 
مِنْ دِيوَانِ " فَتْوَى الغَرَامِ "
 
عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب مغربي
© 2024 - موقع الشعر