مبصر وسط الظلام - سمير محمد العنتري

«مُبصرٌ وَسطَ الظَّلام»
إلى روح الشهيد معاذ الكساسبة
 
ضَللتُ طَريقي وَسطَ الظَّلامِ
هل أنا في دَهاليز الموتِ؟!
في تيهِ سيناءَ!
أكادُ أَجزمُ
لا
لا أزالُ أُبصرُ
***
تَلمَّستُ حَولي
شاهدتُ أشباحاً يرقصونَ بِثيابِ إغواءٍ وإغراءٍ ونُسُك ٍونورٍ لا يُبهِرُ
عُيونُهم صَفراء
تشعُّ مَوتاً ورعباً
تَجمدتُ مكاني
اقتربوا
ابتسموا مكراً وخبثاً
***
لا تخف!
نَحنُ أُمراءُ الظَّلام
***
نادراً للإنسِ ما نَظهرُ
عِش مَعنا
حياتنا نَعيمٌ
لهوٌ وشُربٌ ومَيسرُ نحن دُعاةُ هَرجٍ ومَرجٍ وبالتَّرَفِ نأمرُ
وبالوعيد ِ
مَن يُخالف قَليلاً
نَنهَرُ
رؤوساً نُقطِّعُ وأياديَ نَبترُ
إقترب وارقص فَلا تَخسرُ
***
قُلتُ في نفسي
ما هذهِ الورطةُ!
لا أقْدِرُ
تجمدتُ أكثر
لا أزال أبصرُ
***
أحاطوا بي
حاصروا
عربدوا
سخِروا
هاتِ ما عندك
ونحنُ نَتَقبَّلُ
***
دعوني وشأني
لماذا أنا أُحاكَمُ؟ أنا مسلمٌ
لديني أتَفهَّمُ
***
في ثيابِ نَعيمِكم لا أرفُلُ
دماغي لا يُغسَلُ
حياةٌ مع المساكينِ والغَلابى أفْضَلُ
الكلُّ عندي سواء
لا أبيضُ ولا أسمرُ
كتابٌ وخبزٌ وشايٌ فقط لا يُسكِرُ
لا أحبُّ الغَدْرَ ولا أغدُرُ
***
لا أحبُّ الانتحارَ ولا أنحَرُ
أُصَلِّي الفجرَ ولا أُفَجِّرُ
مع الكُفرِ والتكفيرِ لا أُحْشرُ
اللهُ عَليمٌ بَصيرٌ وأقدَرُ
***
سَمعتُ صَخَباً ولَغَطاً
هذا مارقٌ زنديقٌ فأْسُروا
إحرِقوا
دَمِّروا
***
تَجمدتُ أكثرَ وأكثر
تَلوتُ آياتٍ من ذِكر الله
بسرعةِ البرقِ
فَرُّوا واختفوا
***
هذا اللُّغزُ لا أفهَمُ
كلُ شيء حولي مُبهمُ
***
دَويَّاً سَمعتُ
غَيرَ مُصَدِّقٍ
هوَ رعدٌ كانَ يهدرُ
وبَرقٌ يُشعلُ القَلبَ فَرَحاً
وسَماءٌ تُمطِرُ..
أيقنتُ أَنَّي
في كابوسٍ وتشويشٍ واضحٍ
كُنتُ أحلُمُ
***
نَهضتُ من نَومي
خُبزٌ وشايٌ وزعتر
بدأتٌ أُحَضِّرُ
***
قِطٌّ جَميلٌ في فِراشِ الدفءِ
يَغُطُّ في نَومٍ
ويُخَرْخِرُ
***
ما أجملَ نورَ الحياةِ
فَظلامُ الجَهلِ
ليس ليلاً
لا تُضيئهُ شمسٌ ولا يُزينهُ قمرُ
هو أشَدُّ وأخطرُ
***
بحثتُ في التلفازِ عن أغنيةٍ
تُريحُ أعصابي
فإذا بفلمٍ جَميلٍ ساخرٍ
« إرهابٌ وكبابٌ»
رُحتُ أنظرُ
© 2024 - موقع الشعر