يَنْبُوعُ السُّنَّة

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في المدح والافتخار، 337، آخر تحديث

يَنْبُوعُ السُّنَّة - أشرف السيد الصباغ

بِاسْمِ الْإِلَهِ رَبِّنَا طُولَ الْمَدَى
ثُمَّ الصَّلَاةُ لِلنَّبِيِّ أَحْمَدَا

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي النُّهَى
بِذَاكَ عَطِّرِ اللِّسَانَ سَرْمَدَا

وَبَعْدُ: ذِي تَحِيَّتِي أَهْدَيْتُهَا
إِلَى الْبُخَارِي بِالْحَدِيثِ أَسْعَدَا

فَجَمْعُهُ لِسُنَّةٍ فِيهِ الْهُدَى
وَشَرْطُهُ بِدِقَّةٍ قَدْ غَرَّدَا

فَضْلُ الْحَدِيثِ فِي الْعُلُومِ شَامَةٌ
بَعْدَ الكِتَابِ صَرْحُهُ قَدْ شُيَّدَا

نَدْعُو الْإِلَهَ بِالرِّضَا دَوْمًا لَهُ
وَفَضْلُهُ مَنْ بَعْدَهُ قَدْ عَدَّدَا

أكْرِمْ بِعِلْمٍ أَنْتَ فِيهِ بَدْرُهُ!
فَطَابَ أَصْلًا طَاهِرًا ومَحْتِدَا

أَخْلاقُهُ مُضِيئَةٌ بَيْنَ الْوَرَى
وَالطَّبْعُ أَحْرَى سَرْمَدًا أَنْ يُرْشَدَا

فَأَنْتَ نُورٌ قَدْ أَضَاءَ دَرْبَنَا
عِلْمُ الْحَدِيثِ بَعْدَكُمْ تَمَدَّدَا

يَا رَوْضَةً لِلْعِلْمِ فَاحْتْ عَنْبَرَا
وَجَمْعُكَمْ بِهِ الزَّمَانَ قَدْ شَدَا

شَأْوُ الْعُلَا لِجُهْدِكُمْ قَدِ انْحَنَى
وَشَرْطُكُمْ إِلَى الرَّشَادِ أخْلَدَا

رَحِيلُكُمْ مِنَ الذُّرَا إِلَى الذُّرَا
وَفَيْضُكُمْ مِنْ خَيْرِ نَبْعٍ مُهِّدَا

وَمَنْ يَنَلْ مِن عِرضِكُم فَإِنَّكُمْ
رَغْمَ الْعِدَى سَهْمٌ عَلَى مَنْ أَرْعَدَا

وَلَسْتُ أَهْلًا لِلْحِمَى وَإِنَّمَا
أَرُدُّ عَنْكُمْ مَا اسْتَطَعْتُ مَنْ عَدَا

وَلسْتُ أَنْسَى مَا أَصَابَ أُمَّتِي
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ يَرْتَجِي التَّمَرُّدَا

يَقْضِي عَلَى مَنْ يَرْفَعَنْ لِوَا الْعُلَا
فَقَامَ مَنْ يَحْمِي الْعُلَا مُفَنِّدَا

وَكَمْ حَقُودٍ فِي الْبُخَارِي يَطْعَنُ
كَذَا الْحَقُودُ يَبْدُو مِنْهُ الِاعْتِدَا

وَكَمْ أُنَاسٍ أَجَّجُوا لِفِتْنَةٍ
بِحِكْمَةٍ كَمْ مِنْ حَكِيمٍ أَخْمَدَا

وَلْتَسْمَعِي يَا أُمَّتِي هَذَا النِّدَا
رُدُّوا الْهِجَا، صُدُّوا الْجَفَا، لِمَا الْعِدَى؟

دَعُوا الْمِرَا فِي سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ
مِرَاؤُكُمْ يَسُوقُ حَتْمًا لِلرَّدَى

يَا قَوْمَنَا أَيْنَ الْوَفَا لِشَيْخَنَا؟
لَا تَرْكَنُوا لِكُلِّ وَاشٍ أَفْسَدَا

فَجُهْدُهُ فِي جَمْعِ نُورٍ كَالْعَلَمْ
وَمِثْلُهُ لِمِثْلِهِ قَدْ قُلِّدَا

وَلَا أُزَكِّي، رَبُّنَا حَسِيبُهُ
هَذَا سَبِيلُ كُلِّ مَنْ رَامَ الْهُدَى

وَمَا أَظُنُّ أنَّنِي وَفَّيْتُهُ
بَعْضَ الْحُقُوقِ كَيفَ أُحْصِي سُؤْدَدَا؟

وَإِنْ أَتَى التَّقْصِير مِنِّي فَاصْفَحُوا
أَهْلُ الْعُلُومِ ذِكْرُهُمْ قَدْ خُلِّدَا

وَفِي الْخِتَامِ قَدْ حَمِدْتُ رَبَّنَا
وَالشَّكْرُ مِنِّي لِلْإِلَهِ جُدِّدَا

لِمَا أَتَمَّ هَذِهِ التَّحِيَّتَا
وَالرَّبُّ شَاكِرٌ لِمَنْ قَدْ مَجَّدَا

ثُمُّ الصَّلَاةُ بَعْدُ وَالسَّلَامُ
عَلَى النَّبِيْ وَآلِهِ مُجَدَّدَا

شعر / أشرف السيد الصباغ

مناسبة القصيدة

فِي كُلِّ زَمَانٍ يَتَطَاوَلُ الأَقْزَامُ عَلَى الأَعْلامِ، وَأَعْدَاءُ الْعُلَمَاءِ ـ مِنْ قَدِيمٍ ـ لَا يَدَّخِرُونَ فِي عَدَاوَتِهِمْ لَهُمْ شَيْئًا،وَعَلَى اللهُ قَصْدُ السَّبِيلِ، هُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . ( بحر الرجز )
© 2024 - موقع الشعر