أَرِيجُ الصُّحْبَة

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الصداقة والاخوه، 338، آخر تحديث

أَرِيجُ الصُّحْبَة - أشرف السيد الصباغ

حَدَثٌ أَلَمَّ فَقَلْبُنَا يَتَوَجَّعُ
وَعُيُونُنَا لِفِرَاقِ صَحْبٍ تَدْمَعُ

وَتَلُوحُ فِي الْآفَاقِ سُحْبُ غَمَامَةٍ
كَلْمَى تَرُوعُ كَمَا نَرُوعُ فَتَفْزَعُ

رَحَلَ الصَّدِيقُ وَطَيْفُهُ مُتَهَلِّلٌ
رَغْمَ النَّوَى كَضِيَاءِ بَدْرٍ يَلْمَعُ

قَمَرٌ يُعَانِقُ فِي الْفَضَاءِ كَوَاكِبًا
وَالْجَمْعُ حَوْلَكَ قَدْ دَنَا يَتَرَصَّعُ

ذَرَفَتْ عُيُونِي فَالدُّمُوعِ سَوَافِحٌ
أَزِفَ الرَّحِيلُ فَمَا أُطِيقُ أُوَدِّعُ

كُتِبَ الْبَلاءُ عَلَى الْعِبَادِ فَمَنْ أَبَى
سَيَعِيشُ رَهْنَ هَوَاجِسٍ لَا تُدْفَعُ

وَيَضِيقُ صَدْرُ الْمَرْءِ حِينَ تَؤُزُّهُ
أَحْزَانُهُ وَمِنَ الْأَسَى يَتَصَدَّعُ

وَتَسِيرُ عَنْ كَثَبٍ بِغَيْرِ مَضَاضَةٍ
فَتَطِيبُ نَفْسُكَ بِالْقَضَاءِ وَتَقْنَعُ

زَفَرَاتُ قَلْبِكَ رَدَّدَتْ بِعَزِيمَةٍ
إِنِّي لِمَا يَقْضِي الْإِلَهُ لَطَيِّعُ

حَلَّاكَ رَبِّي بِالْمُرُوءةِ وَالْوَفَا
وَمِنَ الْفَضَائِلِ مَا يُعَابُ فَيُمْنَعُ

مُتَكَرِّمٌ بِتَبَسُّمٍ تَتَوَاضُعُ
مُتَعَفِّفٌ بِتَأَمُّلٍ تَتَرَفَّعُ

حُزْتَ الرِّضَا نِلْتَ الْمُنَى بِمَكَارِمٍ
تَتَجَنَّبُ الْبَغْضَاءَ لَا تَتَصَنَّعُ

وَكَرِيمُ صُنْعِكَ مَا حَيِيتَ تَحُفُّهُ
دَعَوَاتُ قَلْبِيَ بِالْحَنَانِ تُرَجِّعُ

بِجَمِيلِ سَمْتِكَ كَمْ تَأَثَّرَ صَاحِبٌ
فَأَسَرْتَ أَفْئِدَةً إِلَيْكَ تَطَلَّعُ

وَاسْمَعْ مَقَالَةَ طَالِبٍ مِنْ نَشْئِهِ
خَبَرٌ تَكَادُ لَهُ الْمَسَامِعُ تُقْرَعُ

أَرَأَيْتَ لَوْ مَنَحُوكَ يَوْمًا رِحْلَةً
مَنْ يَا تُرَى تَخْتَارُهُ يَتَمَتَّعُ؟

صَدَحَ الْفَتَى مَنْ ذَا يُضَاهِي "أَحْمَدَا"؟
قَبَسٌ يُضِيءُ الدَّرْبَ لا يَتَمَنَّعُ

كَشَفَ الِّلثَامَ عَنِ الْمُرَادِ بِحِكْمَةٍ
أُسْتَاذُنَا حُبٌّ يَفِيضُ وَيَهْمَعُ

لَهَجَتْ قُلُوبُ صِحَابِنَا بِفَصَاحَةٍ
شِيَمُ الْكِرَامِ أَرِيجُهَا يَتَضَوَّعُ

وَتَمُوجُ آلَافُ الْمَشَاهِدِ بِالْعِبَرْ
أَنَّى يُحِيطُ بِهَا الْخَطِيبُ الْمِصْقَعُ؟

لَا زِلْتُ أَذْكُرُ يَوْمَ أَنْ كُنَّا مَعًا
وَيَضُمُّنَا سَكَنٌ يَئِنُّ فَنَسْمَعُ

فَنَظَمْتُ فِيكَ قَصَيدَةً كَلِمَاتُهَا
بَكَتِ الْفِرَاقَ وَدَمْعُهَا يَتَفَجَّعُ

وَخَتَمْتُهَا بِنَصِيحَةٍ لأَحِبَّتِي
عَمَّا قَرِيبٍ إِخْوَتِي نَتَجَمَّعُ

وَبِإِذْنِ رَبِّي فِي الْجِنَانِ لِقَاؤُنَا
بِجَمِيلِ عَفْوِكَ يَا إِلَهِي نَطْمَعُ

شعر / أشرف السيد الصباغ
© 2024 - موقع الشعر