قِطَارُ الأحْزَان

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الرثاء، 462، آخر تحديث

قِطَارُ الأحْزَان - أشرف السيد الصباغ

لِحَادِثَةٍ بِفَاجِعَةٍ أُنَادِي
أَعَانَ اللهُ فِي البَلْوَى بِلادِي

يَؤَرِّقُ أَمْنَهَا لَهَبُ الحَرِيقِ
وَيَحْرُسُ دَمْعَهَا جَفْنُ السُّهَادِ

وَيَرْمِي الجُرْحُ بَعْدَ الجُرْحِ قَلْبي
فَيَلْبَسُ فَرْحُنَا ثَوْبَ الحِدَادِ

يَمُوتُ بِريئُنا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ
وَيَنْشُرُ هَمَّنا حِقْدُ الأعَادِي

وتُفْزِعُنِي بِحَادِثَةِ القِطَارِ
مَشَاهِدُ هَوْلُهَا يُدْمِي فُؤادِي

دَعَوْتُ اللهَ يَشْمَلُهُمْ بِعَفْوٍ
مِنَ النِّيرَانِ فِي يَوْمِ المَعَادِ

وَمَا المَسْؤُولُ إِلَّا كالنَّعَامِ
يُوَارِي رَأْسَهُ بَيْنَ الرَّمَادِ

وَيَنْجُو العَبْدُ مِنْ ذُلِّ الحِسَابِ
إِذَا أَدَّى الأمَانَةَ بِاجْتِهَادِ

وَمَنْ تَجْرِي الخِيَانَةُ فِي دِمَائِهْ
يَبِعْ أَوْطَانَهُ بَيْعَ الكَسَادِ

إذَا عَمَّ الفَسَادُ بِأرْضِ قَوْمٍ
فَكُنْ عَوْنًا لإصْلاحِ الفَسَادِ

تَتَابَعَتِ الهُمُومُ عَلَى بِلادِي
مَتَى يَعْلُو الضِّيَاءُ عَلَى السَّوَادِ؟

تَفِيضُ بِلادُنا بِالخَيْرِ لَكِنْ
يُبَاعُ لِغَيْرِنا بَيْعَ المَزَادِ

ويَنْهَشُ لَحْمَها غَدْرُ الذِّئَابِ
فَيَأْكُلَ خَيْرَها أَكْلَ الجَرَادِ

ويَنْفُثُ سُمَّهُ في كُلِّ وَادٍ
سَيَلْقَى رَبَّهُ مِنْ دُونِ زَادِ

وَفِي أيَّامِنَا عِبَرٌ تَطُوفُ
بآلامٍ وأهْوَالٍ شِدَادِ

فَبَعْضُ النَّاسِ تُؤْلِمُهُمْ جِرَاحٌ
وَبَعْضُ النَّاسِ صَارُوا كالجَمَادِ

فَلُذْ بِالصَّبْرِ لا تَجْزَعْ لِبَلْوَى
فَنُورُ الصَّبْرِ يَهْدِي لِلرَّشَادِ

رثاء / أشرف الصباغ
© 2024 - موقع الشعر