ثورة على الأيام! - أبوطالب بن محمد

قديمُ حزنٍ بأحزانٍ أرقِّعُهُ
وكلُّ رقعٍ على رقعٍ يقطِّعُهُ

صوتٌ من الذكرياتِ الماضياتِ على
نوافذِ الروحِ، من يأتي ويقنعُهُ؟

أنَّ الزمانَ مجاديفٌ تروحُ بنا
إلى الأمامِ بميثاقٍ نوقِّعُهُ

لا تجبرونا على إعدامِ مَوْثِقِنا
وكلُّ صلحٍ مع الأيام نخلعُهُ

أنا الذي تصرخُ الآلامُ في جسدي
ويدَّعي الجسمُ أن لا شيءَ يسمعُهُ

إلا الحنين فلو يأتي ويطلبني
لكي يسيلَ فما عينٌ ستمنعُهُ

فلي فؤادٌ على شبَّاكِ ذاكرتي
ومهجةٌ عند بابِ الأمسِ تقرعُهُ

أممكنٌ عند روحي أن تعودَ لهُ
ومستحيلٌ على الأيامِ ترجعُهُ؟!

ما أنجبَ الدهرُ طفلًا ثم أهملَهُ
لكل طفلٍ مصيباتٌ سترضعُهُ

قد تبصرُ الوردَ فوق الأرض منتشيًا
وكل شيءٍ ببطن الأرض يوجعُهُ

قد تبصرُ الشخصَ طولَ اليومِ مبتسمًا
لكنَّهُ الحزنُ للتمثيلِ يدفعُهُ

ينامُ ملءَ الهنا حتى تفاجئُهُ
في نومِهِ ذكرياتُ الأمسِ تفجعُهُ

فقام يكتب في أوراقه فبكى
حتى بكت من بكاهُ المرِّ إصبعُهُ

فأعلنَ الكفُّ والمنديلُ معركةً
على الدموعِ ولكنْ فازَ مدمعُهُ

هذي الحياةُ تحبُ الحزن تعشقه
كأنَّهُ نصُّ قانونٍ تشرِّعُهُ

إذا ابنُ آدمَ لم تنفعْهُ غضبتُهُ
على الحياةِ، فمن بالله ينفعُهُ؟!

سأصنعُ السمَّ أصنافًا مصنفةً
وكل يومٍ بما يهوى أجرِّعُهُ

قد يخنقُ النورَ يومٌ من فظاعتِهِ
ويطردُ الشمسَ والأقمارَ مطلعُهُ!

#أبوطالب_بن_محمد
© 2024 - موقع الشعر